منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 02 - 2022, 03:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,085

مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم






جَلَسَ ودَعا الاثَنيْ عَشَرَ وقالَ لَهم: ((مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم)).

تشير عبارة "جلَسَ" إلى ما يفعله المعلمون اليهود حين يُلقون الدروس على تلاميذهم. أمَّا عبارة " الاثَنيْ عَشَرَ " فتشير إلى الرسل الذين أصبحوا " الاثَنيْ عَشَرَ ". أمَّا عبارة "مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم" فتشير إلى مقياس العظمة الذي هو التواضع والخدمة. مملكة يسوع قائمة على التواضع والخدمة. صار يسوع بآلامه أخر القوم وخادمهم. فالتواضع فضيلة ضد الكبرياء والأنانية والغرور وحب الذات، وهي فضيلة عظيمة في عين الرب كما جاء في سيرة بولس الرسول "مَخافَةَ أَن أَتَكَبَّرَ بِسُمُوِّ المُكاشَفات، جُعِلَ لي شَوكَةٌ في جَسَدي: رَسولٌ لِلشَّيطانِ وُكِلَ إِلَيه بِأَن يَلطِمَني لِئَلاَّ أَتَكبر" (2 قورنتس 12: 7). "فالتواضع زينة الملائكة، والكبرياء قبح الشياطين " كما قال وليام جنكن. تتطلب الرئاسة الروحية التواضع الممزوج حبًا، ويعلق القديس يوحنا سابا "البس التواضع كل حين، وهو يجعلك مسكنًا لله". بينما تجعلنا الكبرياء نقدِّر مراكزنا ورتبنا أكثر من تقديرنا للخدمة.
فالعظمة عند أهل العالم تقوم على التسلط. في حين العظمة عند يسوع هي التواضع والخدمة والمحبة وإعطاء الغير ما يحتاجون إليهم. ويعلق سِلوانُس الراهب الروسي: "لو فهم العالم قوّة الكلمات التي قالها المسيح: "تعلّموا منّي اللطف والتواضع" (متى11: 29)، لوضع جانبًا كلّ علم آخر، ليكتسب هذه المعرفة السماويّة". وفي الواقع المسيح "لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس" (مرقس 10: 45)، ويُعلق القديس أوغسطينوس "هكذا خدم، وهذا هو مثل الخدّام الذي طلب منّا أن نكون عليه" (عظة بمناسبة سيامة أسقف).
وهنا نتذكّر قول الربّ يسوع المسيح: "فمَن رَفَعَ نَفَسَه وُضِع، ومن وَضَع نَفسَه رُفِع (متى23: 12). وكما قالت أيضاً مريم أم يسوع في نشيدها للقديسة اليصابات: تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة" (لوقا 1: 47-48).
ويُعلق يعقوب الرسول "إنَّ اللهَ يُكابِرُ المُتَكَبِّرين ويُنعِمُ على المُتَواضِعين" (يعقوب 4: 6). والخدمة هي ليست أبدًا أيديولوجية، لأنها لا تخدم أفكارًا إنما أفرادً، بل هي الاهتمام بالآخرين وخدمتهم. فهي تعني بشكلٍ كبير الاهتمام بالضّعفاء في عائلاتنا ومجتمعنا وشعبنا. والضعفاء هم الوجوه المُتألّمة التي يدعونا يسوع للنظر إليها ومحبّتها بشكل ملموس. أن نكون مسيحيّين يعني أن نخدم كرامة الإخوة.
نحن مدعوّون جميعًا للاهتمام بعضنا ببعض بمحبّة. وهكذا كان يسوع خادماً للجميع حيث قال " هكذا ابنُ الإِنسانِ لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفسِه جَماعَةَ النَّاس" (متى 20: 28).
إذ ليست الوظيفة على الأرض هي الأمر الحاسم في الحصول على المقعد في السماء، وإنّما استعمال الوظيفة كخدمة.
هذه الخدمة تَخدُمُ الآخرين؛ ولكن هناك نوع آخر من الخدمة يجب تجنبه وهي “الخدمة" التي "تستخدِم" الآخر.

"هناك شكل من أشكال ممارسة الخدمة يكون لمصلحة "ما هو لي"، باسم "ما هو لنا". خدمة كهذه تعمل على تهميش "ما هو لك"، مُولّدةً ديناميكيةَ استبعاد واستعباد" (البابا فرنسيس في عظته في كوبا 2015).
ومن هذا المنطلق، يُعتبر كبير القوم أكثرهم خدمة واتضاعا وأقربهم إلى الطفولية الروحية. على التلاميذ أن يبدِّلوا نظرتهم إلى العظمة. كبير القوم في نظر المسيح هو أكثرهم خدمة واتضاعا وأقربهم إلى الأطفال روحا. ولا ننسى أن أول وصية من وصايا الملكوت هي الخدمة والتواضع.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(لوقا 12: 34) حَيثُ يَكونُ كَنزُكُم يَكونَ قَلبُكم
"حَيثُ يَكونُ كَنزُكُم يَكونَ قَلبُكم" في السماء في الكتاب المقدس
ومَن أَرادَ أَن يكونَ الأَوَّلَ فيكم، فَلْيَكُنْ لأَجمَعِكم عَبْداً
مَن أَرادَ أَن يَكونَ كَبيراً
مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا


الساعة الآن 01:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024