منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 01 - 2022, 07:08 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,770

( مقال بمناسبة عيد آبا أنطونيوس )

من هم أولادك يا أنطونيوس ؟
أين لى أن أجدهم .. ؟

من هم أولادك يا أنطونيوس ؟ أين لى أن أجدهم

فكرى مشغول بالبحث عنهم

من هم أولادك يا ساكن الجبال

هل هم من سكنوا الجبال معك ؟

هل هم البتوليون ؟

هل هم لابسى القلنسوة ؟


هل هم المتجردون من رباطات الحياة فلا تتبعهم زوجة ولم يعولوا بنينًا ؟
من هم يا سيدى ؟ أخبرنى ، أخبرنى سيدى وأرح قلبى وإنشغال فكرى !!.

" أنت إبنى " : قال لى أنبا أنطونيوس الكبير !!.

لست راهباً سيدى ، لا أسكن الجبال ولا تعلو رأسى قلنسوة ، أعيش فى العالم وأعول زوجة وأبناء وأخدم لقمة عيشى .. كيف أكون إبنك ؟ كم كنت أتمنى ، ولكننى ما نلت هذا الشرف لعدم إستحقاقى ، ما نلته لضعفى ، فما تعودت حبس الأسوار ولا إلتزام القوانين ..

" .. ومن قال لك أننى عشت حبيساً لأسوار ، ومن قال لك أن أحداً ألزمنى بالقوانين ؟ وحتى السواد أو الشكل لا يعنى رهبنتى أبداً .. !! " ..

قلت له : سيدى ، الرهبنة شكل ونظام كنسى أسسته أنت ، وصار معروفاً بقوانينه وطقسه ، فلا تمنحنى شرفاً لا أستحقه ولم أعش تحت نيره ..

" .. صدقنى يا إبنى أنكم أنتم من أطلقتم علىّ هذا اللقب ـ راهب ـ ، لقد تركت بيت أبى لا أحمل لقباً ولا شكلاً ولا أتبع فكراً غير فكر المسيح القدوس ( إن أردت أن تكون كاملاً ـ إحمل صليبك ) ، لم يكن فى ذهنى إلا أن أطيع كلمة الإنجيل وأتبع وصية المخلص .."


قلت له : أبى القديس ، نيتك صادقة ، لا أشك فى هذا ، ولكنك إتخذت خطوات واضحة ومحدده ......

قاطعنى :

" .. لم أتخذ خطوات من نوع خاص ، فقط أطعت الكلمة ( إذهب بع كل مالك ) فبعته ، ( إعط للمساكين ) فأعطيتهم ، ( إحمل صليبك ) فصممت أن أحمله كل يوم بفرح ، ( وإتبعنى ) فلم أتبع غيره .. هل فى هذا شكل أو غيره ؟ .. "

قلت متعجباً : إذن ، فأنت تنكر شكل الرهبنة الحالى سيدى .. !!

" .. لا يا إبنى ، أبداً ، فالرهبنة جندية ، ولا مانع أبداً أن تتبع نظاماً وشكلاً ، ولكنها لا تقف عند حدود الشكل أبداً .. "

قلت له : ولكنك لا تُسمى راهباً إن لم تكن متبتلاً ولك إسم رهبانى ، أليس كذلك ؟

" .. البتولية والطاعة والفقر الإختيارى هى أعمده الرهبنة وليست شكلها ، هى بتولية القلب والفكر قبل الجسد ، والطاعة لوصية المسيح القدوس عن حب لا قهر ، هى التجرد من قنية العالم حتى لو عشنا فى العالم .. "

قلت بأكثر تركيز : وهذه الثلاثة لا تتحقق إلا بالشكل الرهبانى ..

" .. هذه الثلاثة هى لى ولك ولكل مسيحى ، أياً كان الشكل أو الوعاء ، لقد حملت العذارى مصابيحهن ، خمس حكيمات ملأنها زيتاً وإنشغلن بتنظيفها والعناية بإنارتها ، وخمس جاهلات أظن أن كل إنشغالهن تركز فى شكل المصباح دون الإنشغال بما يحوى داخله ، فإنطفأت مصابيحهن ولم ينرن بزيت .. "

سيدى ، أفهم هذا جداً وأحترمه ، مسيحيتنا جوهر لا مظهر ، داخل لا خارج ، ولكنى أعجب أنك لا تدافع عن شكل الرهبنة وأنت مؤسسها .. !!


قال لى بإبتسامة أخجلتنى : " .. من قال أنى لا أحترم الشكل والطقس والنظام ، لقد إستلمت القلنسوة بيد ملاك ، إنها ترتيب إلهى يا إبنى ، أرجو ألا تسيء فهمى ، ولكنى أتساؤل ، ما قيمة القلنسوة إن غطت رأساً يفكر بالخيالات الشريرة وينشغل بها ؟ ، وما قيمة الصليب على صدرِِ يحوى قلباً لا ينكسر بعمل الصليب ولا يتضع ؟ وما قيمة حبسك فى قلاية وعقلك وأحلامك طائشة تجوب البلاد وتنهش عرض العباد ؟ .. هل فهمتنى يا ولدى ؟ "

قلت له : أشكرك سيدى ، يا من أنار عقولنا ، وعيون قلوبنا بتعاليمه الواعية ، الآن فهمت من هم أولادك ، الآن وجدتهم فى كل من يحمل صليبه كل يوم ويتبع وصية المسيح القدوس بفرح

" .. نعم يا إبنى ، أولادى بتوليون حفظوا أجسادهم من دنس العالم ، ومتزوجون حفظوا سر الزيجة بسياح كرامة الطهارة ، أولادى سكنوا الجبال والبرارى ، وأولادى عاشوا فى العالم ولم يعش العالم فيهم ، أولادى رهبانُ فى أشكالهم ولم يشغلهم الشكل بل كان الزيت والفتيل المضيء هو شاغلهم ، وأولادى لم يكن لهم الشكل الرهبانى وعاشوا رهباناً بالجوهر لا بالمظهر .. هل تقبلنى أباً لك الآن وتكون إبناً لى ؟ "

إنحنيت مقبلاً يده ، سحبها سريعاً فقد بللتها دموعى ، وإحتضننى فجرت دموعى على صدره وبللت لحيته الطويلة ، قبلنى بقبلة كلها أبوة وحنان ، وإبتسامته تملأ وجهه النورانى :

" .. دموعك يا إبنى ذكرتنى بدموع الخاطئة التى بللت قدمى يسوع ، إنها أيضاً إبنتى ، لم يكن لها الشكل الرهبانى ، ولم تكن لها بتولية الجسد ، ولكنها إبنتى يوم أن حملت صليبها وتبعت المخلص وبللت دموعها قدميه اللتين أعتقتانى وعتقتها وعتقتك من طريق الضلالة ، وإقتنت لها ولى ولك عمراً نقياً بالتوبة .. "

كل سنة وأنت طيب أيها القديس العظيم ، أب كل الرهبان ..

.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كلهم أولادك، وانا خادم أولادك
( تث 4: 9 ) وعلمها أولادك وأولاد أولادك
St Anthony Madeeha مديح الأنبا أنطونيوس - للأنبا أنطونيوس مطران أورشليم والشرق الأدنى
الذكصولوجيات الكيهكي للأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي ورهبان دير الأنبا أنطونيوس
يا عظيم في جهادك يا حكيم في إرشادك إشفع في أولادك بنيوت أفا أنطونيوس


الساعة الآن 01:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024