رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو موقف الكنيسة الكاثوليكية من الطلاق؟ لا طلاق في التقليد الكاثوليكي، لان الزواج لا ينفصل عندما يكون سرا. والكنيسة لا يمكن تغيير هذا الوضع. إنها عقيدة. إنه سر لا ينفصم عراه. ومن هذا المنطلق الزواج المسيحي قائم على الثبوتية وعدم الانحلال حفاظاً على الأمانة الزوجية والمساواة بين الزوج والزوجة وتأمين تربية الأولاد البدنية والأدبية وخير الآسرة والمجتمع والمحافظة على سر اتحاد المسيح بكنيسته. بينما الطلاق يتنافى والعلاقة الزوجية من حيث المساواة بين الزوجين في الكرامة لأنه رفض للوحدة الكيانية بين الرجل والمرأة ورفض لشبهما مع الله المحبة، الواحد في ثلاثة والثلاثة في واحد. كما انه رفض للغنى الإنساني الذي يكمن في هذه الوحدة الكيانية. وكذلك يناقض الطلاق الثقة الكاملة بين الزوجين؛ لان تلك الثقة يًهدِّدها الشك، الذي يوجده مجرد التفكير بإمكانية الطلاق؛ وفي هذا المعنى قال حافظ الجمالي: "ليس من قلق أكبر من قلق أهل المرأة بل ليس بؤس أكبر من بؤس المرأة في نظام يسمح بالطلاق". وان مجرد توقع الطلاق يدفع كلا من الزوجين أن يسعى لا لخير شريكه والأولاد، بل لمصلحته الخاصة. انه يُعدم الإخلاص بين الزوجين والتضحية في المرأة. وفي الواقع لا تهب المرأة نفسها حقا ألا إذا اطمأنت إلى استقرار حياتها وثبوتها، وعرفت إنها لن تفارق زوجها إلآّ في الموت. وفي هذا الصدد جاء تعليم المجمع الفاتيكاني: " إن الحب الزوجي الذي يقبل به الزوجان بتعهدهما المتبادل، يبقى أمينا وغير قابل الانفصال فكرا وجسدا في السراء والضراء، انه لينبذ كل طلاق (الكنيسة في العالم اليوم، 49). ويضر الطلاق أيضا بمهمة الوالدين بتربية البنين. لا بدَّ في تربية الأطفال الجسمية والأدبية من حياة زوجية مستقرة يجدون فيه المحبة والعاطفة ومعنى السلطة. وفي هذا الصدد قال المجمع الفاتيكاني" إن خير الأولاد يتطلب الأمانة المطلقة بين الزوجين، ويفضي بوحدة لا تنحل" (الكنيسة في العالم اليوم، 48). ونحن هنا في غنى عن القول إن أبحاث علم النفس الحديث قد دلت على أن الطلاق يترك أثرا سيئا طوال الحياة في نفوس الأطفال. ويضر الطلاق أخيرا في نظام والمجتمع وتقدمه. انه يُبدد شمل الأسر ويُثير الشكك والبغضاء والخصومات بين الأزواج وأقاربهم، ويُكثر الأيتام ويُشجع على التحرر من كل قيد أخلاقي ودفع إلى الأجرام. وقد دلت الأبحاث على أن الانتحار يكثر بين المطلقين أكثر منه بين المتزوجين، كما دلت الأبحاث على أن كثيرا من المطلقين ينتهون إلى الأمراض النفسية والجنون، وان عددا غير قليل من المطلقات ينتهين في دور الدعارة. الأب لويس حزبون - فلسطين |
|