رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دَنا إِلَيه أَحدُ الكَتَبَة، وكانَ قد سَمِعَهم يُجادِلونَه، ورأَى أَنَّه أَحسَنَ الرَّدَّ علَيهم، فسأله: ما الوَصِيَّةُ الأُولى في الوَصايا كُلِّها؟ عبارة "فسأله" فتشير إلى حوار يطرحه كاتب يبدو أنّه، بخلاف المتحاورين الآخرين من من الكتبة والفرّيسيّين وشيوخ الشعب والصدّوقيين والهيرودسيين. أنه رجل ذو نيّة حسنة. وهو لا يدنو من يسوع كي يُحرجه، بل من أجل الحوار ذاته: إنه مُستمع جيّد. أمَّا عبارة"ما الوَصِيَّةُ الأُولى في الوَصايا كُلِّها؟" في الأصل اليوناني Ποία ἐστὶν ἐντολὴ πρώτη πάντων (معناها أية وصية هي أول الكل) فتشير إلى سؤال يعود إلى خلاف كبير بين الفريسيين والصدوقيين في حول تفسير أحكام الشريعة، فوصلت لديهم نحو 613 وصية، منها 365 (عدد أيام السنة) ومنها وصية 248 (عدد عظام الإنسان). وكلها فُرضت على المؤمن وبكل كيانه كل أيام السنة. والسؤال يفترض وجود تباين في الأهمية بين الوصايا. ولقد قسَّم الربيُّون وصايا الشريعة إلى "ثقيلة" و " خفيفة " وبين الوصايا الأدبية والطقسية (مرقس 1: 33). إنّ السؤال الذي يطرحه الكاتب هو سؤال جوهريّ، يتعلّق بعلاقتنا مع الربّ، ويُذكّرنا باللقاء بين يسوع والشابّ الغني، الذي يبحث عن أساسيات الشريعة، وأساسيّات الحياة (مرقس 10: 17-22). |
|