رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحروب الشيطانية وفى أحد الأيام بينما كان سائراً تعثرت قدماه وسقط فى بئر وعثر على كنوز مصرية فى قبر لقدماء المصريين فظن فى بادئ الأمر أنها خيالات أو صور شكلها له الشيطان ولما تحقق من مناظر الذهب على الكفن الفرعونى أيقن أنها تجربة أخرى لكى يسهل له الشيطان طريق الرجوع إلى العالم بعد أن أضناه تعب النسك والزهد وقال فى نفسه هذا معدن من تراب أتفرح بالتراب يا انطونيوس !!! ماذا سينفعك التراب فى الصحراء ممن تبيع وممن تشترى ؟ لقد بعت العالم لتربح المسيح , وفى الحال تسلق إلى أعلى المدفن وفر هارباً من هذا المكان وقصد مكان آخر , وعقد العزم أن ينسى ما حدث . ولجأ إلى أحدى المقابر الفارغة التى كان القدماء يعتنى بتشييدها وبها حجرات تصلح للسكن والتى لا تبعد عن منطقة الميمون (5) ومن هناك كان يرسل أحد أصحابه بما يصنعه من سلال ليبيعها ويحضر بثمنها ما يحتاجه من قوت وكان معظم طعامه الخبز والملح مع الماء , ويروى أنه عاش عمره كله لم يتناول لحماً أو يشرب خمراً . وشاع خبر قداسته وأنتشر خبر تقواه فى ارجاء أرض مصر فأتجه له الناس كل له كلب البعض يريد الشفاء من أمراضهم , والبعض لسماع تعاليمه السامية , أما هو فلم يكن يريد الخروج من قصرة ويضيع وقتا بدون الصلاة والبعد عن الرب يسوع , ولكنهم أستمروا يطلبونه حتى كثر الناس الجالسين عند بابه وهو مغلق حتى كادوا يكسرون عليه الباب , ويقول الب متى المسكين عن هذه المرحلة : " وأستمر أنطونيوس عشرين سنة فى بسبير , وفى هذه المدة إلتجأ إليه جمع كثير من احبائه ومريدية وسكنوا حوله , وعاشوا عيشته , متمثلين بنسكه , أما هو فلم يلتفت إليهم ولم يهتم بوجودهم , بل ظل فى عزلته الشديدة وحياته البسيطة , دون أن يشعر فى ذاته أو يشعر أحداً أنه صار أباً أو مسئولاً عن أحد (6) ولما بلغ الضيق بمريدية مبلغاً صعباً بسبب تجاهلة إياهم 20 سنة , أقتحموا بابه عنوة وأجبروه أن يخرج إليهم , أما هو فبوداعته الشديدة رضى بعنفهم وقبل أقتحامهم وأذعن لمطلبهم , ولشدة لجاجتهم عندما وجدهم كقطيع غنم يحتاج لرعايته فبدأ يفتح الباب أحياناً ليصلى على المرضى ويلقى العظات على المسترشدين الذين كانوا يبغون سماع نصائحة الروحية , فتتلمذ له منهم كثيرون فقبلهم وبدأ يسن لهم قوانيين وأشتاق الكثيرون من الأقباط لحياة الرهبنه التى بدأ فى تكوينها الأنبا أنطونيوس فتجمع حوله المئات من المسيحيين ليس لهم هدف إلا تنمية علاقتهم مع الرب يسوع , وبدأوا يزدادون حول القصر ( الحصن) يوما بعد يوم وذلك فى سنة 305 م فوضع لهم الوانين , ولم يكن يظهر لهم إلا فى النادر إلى أن مضى نحو عشرين سنة وفى نهايتها أضطر للخروج للذين أرادوا السير على منواله . وعندما بلغ الأنبا أنطونيوس من العمر الخمسة والخمسين , أمتلأت البقاع والبرارى الموجودة حوله من الشباب الذين جذبهم منطق قداسته وفضائلة وعاشوا فى عزلة , وكان منهم الأعنياء والفقراء , ولم يمضى وقت قصير حتى قامت الأديرة بجوار ممفيس وأرسينوى وبابليون وأفروديت وأماكن كثيرة , وأمتلأت من الرهبان الذين عاشوا تحت إشراف وتدبير القديس أنطونيوس الذى كان ينتقل من مكان إلى مكان آخر مرشداً وواعظاً ولبث القديس أنطونيوس يعيش بين الرهبان الذين تجمعوا حولة فى تواضع وحب كملاك أرضى يحبب لهم الفضيلة بسيرته وقداسته يقلدونه وكان هذا أول جماعة رهبانية فى العالم كله |
|