حدث خلط عند الأبوليناريين ومن بعدهم النساطرة بين مفهوم الشخص ومفهوم الطبيعة وخصوصًا من جهة خاصية العقل. العقل هو خاصية من خصائص الطبيعة وليس هو الشخص في حد ذاته. فالشخص العاقل يمتلك ويحمل طبيعة عاقلة. أي أن الشخص هو حامل الطبيعة. فإذا كانت طبيعته إلهية فهو يعقل كإله وإذا كانت طبيعته بشرية فهو يعقل كإنسان وإذا كانت طبيعته ملائكية فهو يعقل كملاك وهكذا. وقد ملك السيد المسيح الطبيعة الإلهية العاقلة.. أي أنه كان يملك الجوهر الإلهي العاقل منذ الأزل وظل يملكه بغير تغيير. ولما صار إنسانًا، صار يملك أيضًا ذهنية البشر أو العقل البشرى الخاص به لنفس شخصه المبارك. فأصبح له بالإضافة إلى ذهنه الإلهي، فكر الإنسان وأسلوبه في التفكير وذاكرته أو ذهنية الإنسان بالطبيعة، في وحدة غير ممتزجة بين الطبيعتين بلا تغيير، ولا تلغى الواحدة منهما الأخرى أو تلغى خصائصها بسبب الاتحاد.