سألت نورما تقول: إلهي العزيز، هل كنت تقصد فعلاً أن تكون الزرافة هكذا، أم حدث ذلك نتيجة خطإ ما؟
سؤال طريف، ربما ضحكت المعلمة ضحكة عالية عند قراءتها لهذا السؤال، سؤال يعبِّر عن مدى بساطة الأطفال، لكنه يعبر أيضًا عن تمتع الأطفال بقوة ملاحظة ودقة متناهية، فمن منا لم يدهشه شكل الزرافة؟
لكن دعونا نفكِّر في الأمر بطريقة أخرى. فبدلاً من أن ننتهر نورما على تفسيرها للأمر بأنه نتيجة خطإ ما، لنراجع أنفسنا في ذات النقطة؛ ألا نهين الله في قلوبنا حينما نفكر أحيانًا في أن ماحدث لنا - أو حتى لآخرين - هو على سبيل الخطإ.
فأمام بعض الظروف والضغوط المؤلمة، ربما يتسلَّل الشك لقلوبنا، وتغزو الأفكار الشيطانية أذهاننا. ويبدأ القلب في طرح بعض العبارات الصعبة من نوعية: لم يكن هذا وقته، لماذا أنا بالذات، ألا يعرف الله ما أنا فيه؟
نحتاج جميعنا أن نقترب من إلهنا أكثر، لنفهم وندرك كم يحبنا، وكم يحنو علينا جدًا، وكم يعمل دائمًا لخيرنا.