رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تختار الكنيسة الكهنة؟
"من أدق الأمور الرعائية اختيار كاهن. هنا وهناك صار المؤمنون يثقون بحكمة الأسقف. هل هذه الحكمة في محلها دائمًا؟ لا مفر من أن يخطئ المطران أحيانًا الاختيار إذا كان يقوم على ترشيح مباشر من فئة من الشعب. المؤمنون فيهم ساذجة كثيرون. ولهم عن هذا المرشح أو ذاك ظاهر التقوى، ولا يستطيع الأسقف أن يعرف كل الأفراد المؤهلين للكهنوت في هذه الرعية أو تلك. يتكل عند ذاك على من يثق بهم في المكان وقد لا يحسنون الاختيار. قد لا يُقدرون العلم ويقدمون جاهلًا، أو لا يكونون جادين بتقدير الأخلاق. "كما قد لا يكون الأسقف شديد الإلحاح على العلم والتقوى الحقيقية. وقد لا يخلو رئيس الكهنة من المزاجية أو السطحية في معرفة الناس. لهذا كان لا بد لرئيس الكهنة أن يتقيد بالشروط الرسولية والمجمعية التي تحفظه من الانفعال. فالكتاب يتكلم عن الشيوخ، أي عن رؤساء الجماعة، الذين "يحسنون الرعاية ولا سيما الذين يتعبون في خدمة الكلمة والتعليم" (1 تيموثاوس 5: 17). "يجب أن يكون المرشح بلا عيب جسدي أو نفسي ومقبول الصوت وعلى شيء من حسن السيرة، لكن هذا بات أمرًا غير كافٍ. كما أن التقوى وحدها لا تكفي، هي مطلوبة من كل مؤمن. لأن الكاهن يحمل مسئولية الرسالة بنوع أخص وتاليًا مسئولية المعرفة اللاهوتية، وهذا واجب على الكاهن في المنطق نفسه. فإذا كان القس خادمًا للكلمة وهذا هو تحديد وظيفته، فأنى له أن يخدمها وهو لم يتدارسها دراسة مستفيضة منتظمة. يا ليتنا راعيناها إذن لكانت تقصي الجاهل والمرتزق ومن ليس المسيح مبتغاه. "إن الكنيسة لا تقوم فقط على الخدم الإلهية ولكنها تقوم بالقوة نفسها على التعريف بالكتب المقدسة وما يحفظها ويحيط بها من التراث. أما قال بولس لتلميذه تيموثاوس: "انصرف إلى القراءة (أي قراءة الكلمة) والوعظ والتعليم إلى أن أجيء" (اتيموثاوس 4:13)؟ وكذلك: "انتبه لنفسك ولتعليمك" (4: 16). المطران جورج خضر متروبوليت جبيل والبترون للروم الأرثوذكس |
|