رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة الأمم الوثنية الى الايمان والخلاص تعلن زيارة المجوس أن يسوع المسيح لم يأت لليهود فقط بل للأمم أيضاً (ممثلين في "المجوس من المشرق"). وهكذا تتحقق نبوءة أشعيا النبي الذي لمَّحَ الى جمهور الوثنيين الذين يدخلون اورشليم المستنيرة بمجد الله "فتَسيرُ الأُمَمُ في نورِكِ والمُلوكُ في ضِياءِ إِشْراقِكِ" (أشعيا 60: 3). إن الأمم الممثلة بالمجوس تتّجه نحو الله الحي (أشعيا 45: 14-17)، وتشترك في عبادته (أشعيا 60: 1-16). وقالَ أيضًا موجِّهاً كلامَه إلى الله: "هَا إنَّكَ تَدعُو أُمَّةً لَم تَكُنْ تَعرِفُهَا، وَإلَيكَ تَسعَى أُمَّةٌ لَم تَكُنْ تَعرِفُكَ" (أشعيا 55: 5). ويعلق القديس البابا لاون الكبير "نعرفُ أنَّ هذا كلَّه تَمَّ لمّا جاءَ المجوسُ الثلاثة، وقد دعاهم اللهُ من بلادِهم البعيدة، وقادَهم بالنجمِ، ليَعرِفوا ويسجدوا لمَلِكِ السماءِ والأرض. ويحملُنا النجمُ نحن أيضًا على الطاعةِ نفسِها، أي أن نُصغِيَ بقدرِ ما نستطيعُ إلى النعمةِ التي تدعو الجميعَ إلى المسيح" (العظة 3 في عيد ظهور الرب، 1-3 و5: PL 54، 240-244). وجمع الله حوله الأمم وكل الألسن (أشعيا 66: 18-21). وجميع الشعوب تعترف به ملكاً، وكلهم يجتمعون مع شعب إبراهيم (مزمور 47)، والجميع ينعتون صهيون بلقب الأم (مزمور 87). وهكذا فلا بدَّ وأن يجتمع مجدداً في اليوم الأخير، شعب واحد لله سوف يستعيد العالمية الشاملة الأولى. إن النبوءة تعود إلى السر الأصلي بتطلعات واسعة الآفاق. كما كان سجود هؤلاء الأمم صورة مسبقة للإرسالية العظمي للكرازة بالإنجيل لجميع الامم "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم" (متى 28: 19). يعلق البابا بندكتس السادس عشر "رأى المجوس علامة النجم، وساروا ليجدوا ذلك الملك الذي أسّس ملوكيّة جديدة ليس لشعب إسرائيل فقط بل للبشرية بأسرها"(عظة عيد الدنح 1/7/1/2013). ان وحدة الانسانية تتوثَّق في يسوع المسيح كما يقول بولس الرسول "فلَيسَ هُناكَ يَهودِيٌّ ولا يونانِيّ، لأَنَّكم جَميعًا واحِدٌ في المسيحِ يسوع" (غلاطية 3: 28). فهناك بشرية جديدة واحدة، بناء واحد، حجر زاويته المسيح، جسد واحد راسه المسيح (أفسس 2: 11-22). فإنه مات ليس فقط من أجل أمته، لكن حتى يجمع في الوحدة كل ابناء الله المشتتين كما تنبأ عنه قَيافا رئيس الكهنة" إَنَّ يسوعَ سيَموتُ عَنِ الأُمَّة، ولاعنِ الأُمَّةِ فَقَط، بل لِيَجمَعَ أيضاً شَمْلَ أَبناءِ اللهِ المُشَتَّتين" (يوحنا 11: 50-52). ها هي البشرية الجديدة التي خلصها يسوع، حمل الله بدمه: انها جمهرة من جميع الأمم والأجناس والشعوب والألسنة “رَأَيتُ بَعدَ ذلِكَ جَمعًا كَثيرًا لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يُحصِيَه، مِن كُلِّ أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ وشَعبٍ ولِسان، وكانوا قائمينَ أَمامَ العَرشِ وأَمامَ الحَمَل" (رؤيا 7: 9-17)، تحييّ في الله ملك الأمم بقولها " عَظيمَةٌ عَجيبَةٌ أَعْمالُكَ أَيُّها الرَّبُّ الإِلهُ القدير وعدل وحَقٌّ سُبُلُكَ، يا مَلِكَ الأُمَم. مَن تُراه لا يَخافُ اسمَكَ ولا يُمَجِّدُه يا رَبّ؟ فأَنتَ وَحدَكَ قُدُّوس. وستَأتي جَميعُ الأُمَمِ فتَسجُدُ أَمامَكَ لأَنَّ أَحْكامَكَ قد ظَهَرَت" (رؤيا 15: 3). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دعوة لجميع الأمم الوثنية إلى الملكوت |
دعوة الى الايمان |
كان يونان يحس بأنه أفضل من هذه الأمم الوثنية |
طقوس الأمم الوثنية -مكان الصلاة |
طقوس الأمم الوثنية واليهودية |