دراسة الأناجيل الأربعة - القمص أنطونيوس فكري
ميلاد السيد المسيح: النعمة
النعمة هي عطية مجانية يعطيها الله لأولاده. وأصل الكلمة في اللغة اليونانية "خاريزما" χάρισμα وهي منحة كان يعطيها الملك في يوم عيد ميلاده أو عيد جلوسه على العرش. وكان يعطيها للجنود وموظفي الدولة ليس لاستحقاقهم لها ولا لشيء عملوه، بل دليل على كرم الملك. واقتبس بولس الرسول التعبير ليشير به لعطية الله لنا بالمسيح. فالله أرسل المسيح والمسيح فدانا على الصليب، وبناء على الفداء أرسل المسيح روحه القدوس ليحل فينا، كل هذه العطايا أعطاها لنا دون استحقاق منا ولا لبر عملناه، بل بمقتضى رحمته ومحبته أعطانا هذه النعمة أي العطايا المجانية. وإستخدم بولس الرسول تعبير النعمة في مقابل بر الناموس، إذ كان اليهود يعتقدون أنهم أبرار لأنهم يلتزمون ببعض وصايا الناموس، ولاحظ أنه لم يوجد من إلتزم بكل وصايا الناموس. ولاحظ أن كلمة خاريزما هي عطية مجانية تُعْطَى بلا أي إستحقاق.
لكن من الذي يمتلئ من النعمة. نجد أن بولس الرسول، أكثر من تكلم عن النعمة والخلاص بالإيمان، نجده يقمع جسده ويستعبده (1كو27:9). ونجده يجاهد الجهاد الحسن (2تي7:4). فالنعمة لا تُعْطَى إلا لِمْنْ يستحقها ولِمَنْ يجاهد ويطلب بإلحاح. وهذا ما قاله آباء الكنيسة.