منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 01 - 2022, 12:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

ما هدف عودة المسيح؟


ما هدف عودة المسيح؟

أمَّا هدف عودة المسيح بالمجد فهو الانتصار على الشر من ناحية وللدينونة من ناحية أخرى.

أ- الانتصار على الشر:

بعد الزلزال الكوني الأخير لهذا العالم المتلاشي "تَنتَظِرونَ وتَستَعجِلونَ مَجيءَ يَومِ اللهِ الَّذي فيه تَنحَلُّ السَّمَواتُ مُشتَعِلَة وتَذوبُ العَناصِرُ مُضطَرِمة" (2 بطرس 3: 12) فيتحقق انتصار لله على جماح الشر "فنَزَلَت نارٌ مِنَ السَّماءِ فالتَهَمَتهم. (رؤيا 20: 9). إذ إنّه في يوم مجي الرب ستفنى الشعوب التي قادها جوج (حزقيال 38)، كما ستفنى الآلهة التي كانت توجَّههم. وسيسجل الله نصره على أعدائه ويعلن صاحب المزامير أنَّ الله سيملك "الرَّبُّ مَلَكَ والجَلالَ لَبِس، لَبِسَ الرَّبُّ العِزَّةَ وتَمَنطَقَ بِها" (مزمور 93: 1). ويعلق القدّيس كيرِلُّس، بطريرك أورشليم وملفان الكنيسة، "سيأتي ربّنا يسوع المسيح من السماوات، وسيأتي عند نهاية هذا العالم في اليوم الأخير؛ لأن هذا العالم ستكون له نهاية، وهذا العالم المخلوق سيتجدّد. إذ بالفعل "قد فاضَتِ اللَّعنَةُ والكَذِب والقَتلُ والسَّرِقَةُ والزِّنى والدِّماءُ تُلامِسُ الدِّماء" (هوشع 4: 2)، لكيلا يبقى هذا المسكن الرائع مليئًا بالظلم، سينتهي هذا العالم وسيأتي بعده عالم أجمل" (تعليم مسيحيّ للموعوظين، 15).

ويذكر بولس الرسول البوق ورئيس الملائكة (1 تسالونيقي 4: 16-17)، وأنه سيسجل النصر النهائي على الأعداء (1 قورنتس 15: 24-28). إلا أنه يضيف أيضاً، أنه ستحدث حيتها قيامة الأموات والملاقاة مع المسيح النازل من السماء "لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَه، عِندَ إِعْلانِ الأَمْر، عِندَ انطِلاقِ صَوتِ رَئيسِ المَلائِكة والنَّفْخِ في بُوقِ الله، سيَنزِلُ مِنَ السَّماء فيَقومُ أَوَّلاً الَّذينَ ماتوا في المسيح" (1 تسالونيقي 4: 16).

وإن نصر الله سيتلألأ في يوم الرب (العهد القديم) على يد ابنه يسوع (العهد الجديد). ففي سبيل الخلاص سيجدّد المسيح كل شيء (أعمال 1: 6)، وستتحوّل أجسادنا إلى جسده المُمَجّد (فيلبي 3: 20-21). وهكذا يصبح المؤمنون شعب الله " هُوَذا مَسكِنُ اللهِ مع النَّاس، فسَيَسكُنُ معهم وهم سيَكونونَ شُعوبَه وهو سيَكونُ "اللهُ معَهم" (رؤيا 21: 3). وتتخذ صورة انتصار الله على ثورة الشر شكل الدينونة الأخيرة "فحوكِمَ الأَمواتُ وَفقًا لِما دُوِّنَ في الكُتُب، على قَدرِ أَعْمالِهم" (رؤيا 20: 12). لذلك فإن صورة الاضطهادات والكوارث الطبيعية ستكون لنا سببا لفرح عظيم لا سببا للقلق والاضطراب. "لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَه، عِندَ إِعْلانِ الأَمْر، عِندَ انطِلاقِ صَوتِ رَئيسِ المَلائِكة والنَّفْخِ في بُوقِ الله، سيَنزِلُ مِنَ السَّماء فيَقومُ أَوَّلاً الَّذينَ ماتوا في المسيح" (1تسالونيقي 4: 16).

ب- الدينونة:

الهدف الآخر لعودة المسيح في المجد هو الدينونة. الله هو المخلص الوحيد لشعبه وهو ديَّان الجميع. ويقول العلامة أوغسطينوس "أمام المسيح الذي هو الحق، سوف تعلن بصراحة وبشكل نهائي حقيقة علاقة كل إنسان بالله " (عظات 18، 4) فتكشف الدينونة العامة ما فعله كل واحد من خير أو أهمل فعله في أثناء حياته على الأرض، والكل سينال جزاء ما قدمت يداه في العالم خيرا كان أم شرا كما جاء في نبوءة دانيال "كثيرٌ مِنَ الرَّاقِدينَ في أَرضِ التُّرابِ يَستَيقِظون، بَعضهم لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة، وبَعضُهم لِلعارِ والرَّذلِ الأَبَدِيّ." (دانيال 12: 2).

يُعلن إنجيل متى أن الديان هو يسوع المسيح، ابن الإنسان: " وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ابنِ الإِنسان. فتَنتَحِبُ جميعُ قبائِلِ الأَرض، وتَرى ابنَ الإِنسانِ آتِياً على غَمامِ السَّماء في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال" (متى 24: 30). هذا النوح قد يكون نوح التوبة، لا بد أن يصير يوم الدينونة عويل اليأس وقطع الرجاء. أمَّا ابن الإنسان فهو المسيح سيد الحياة الأبدية. وله الحق الكامل في أن يحكم نهائيا على إعمال البشر وقلوبهم بكونه فادي العالم. لقد "اكتسب" هذا الحق بصليبه. ولهذا فالآب فوَّض إلى الابن كل دينونة " لِأَنَّ الآبَ لا يَدينُ أحَداً بل أَولى القَضاءَ كُلَّه لِلاِبْن" (يوحنا 22:5). في الدينونة يُكشف سلوك كل واحد (مرقس 12: 38-40)، وسر القلوب "فما مِن مَستورٍ إِلاَّ سَيُكشَف، وَلا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَم. (لوقا 12: 2). عند ذلك يُقضى على عدم الإيمان الأثيم، الذي استخف بالنعمة التي وهبها الله" أَنِّي أَقولُ لَكم: إِنَّ أَرضَ سَدومَ سَيَكونُ مَصيرُها يَومَ الدَّينونةِ أَخَفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِكِ (يا كفرناحوم)" (متى 11: 24). وفي هذا الصدد تقول الكنيسة "تكشف الدينونة الأخيرة أن بر الله ينتصر على كل المظالم التي ترتكبها خلائقه، وان محبته اقوى من الموت " (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية بند 1040).

في الدينونة يُكشف أيضا موقف الإنسان تجاه القريب عن حسن استقبال النعمة والمحبة الإلهية أو رفضها "مَن غَضِبَ على أَخيهِ استَوجَبَ حُكْمَ القَضاء، وَمَن قالَ لأَخيهِ: ((يا أَحمَق)) اِستَوجَبَ حُكمَ المَجلِس، ومَن قالَ لَه: ((يا جاهِل)) اِستَوجَبَ نارَ جَهنَّم. (متى 5: 22)؛ وسيقول يسوع في اليوم الأخير: "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه"(متى 40:25).

الواقع أنَّ المسيح لم يأت ليدين، بل ليخلِّص كما قال "ما جِئتُ لأَدينَ العالَم بل لأُخَلِّصَ" (يوحنا 12: 47)، ولكي يعطي الحياة كما ورد في صلاته الكهنوتية “لِيَهَبَ الحَياةَ الأَبَدِيَّةَ لِجَميعِ الَّذينَ وهبتَهم له "(يوحنا 17: 2). فمن رفض النعمة في هذه الحياة فانه يدين ذاته "مَن آمَنَ بِه لا يُدان ومَن لم يُؤمِنْ بِه فقَد دِينَ" (يوحنا 3: 18)، فينال ما تستحقه أعماله "سيَظهَرُ عَمَلُ كُلِّ واحِد، فيَومُ اللّه سيُعلِنُه "(1 قورنتس 3: 13)، ويستطيع المرء ان يهلك نفسه إلى الأبد برفضه روح المحبة "مَن قالَ على الرُّوحِ القُدُس، فَلَن يُغفَرَ لَه لا في هذهِ الدُّنيا ولا في الآخِرة" (متى 12: 32).

في الوقت الذي فيه ينبّه المسيح المؤمنين بوضوح إلى عودته في نهاية الأزمنة بالمجد والكرامة، يكمن الخطر في المسحاء الكذبة الذين يقومون بتضليل المؤمنين كما تنبا عنهم يسوع " فسَيَظْهَرُ مُسَحاءُ دَجَّالون وأَنبِياءُ كَذَّابون، يَأتونَ بِآياتٍ عَظيمَةٍ وأَعاجيبَ حتَّى إِنَّهم يُضِلُّونَ المُختارينَ أَنفُسَهم لو أَمكَنَ الأَمر"(متى 24: 24). ويعلق الأب هيلاري: "لأن الأنبياء الكذبة الذين يتحدّث عنهم سيقولون إن المسيح في البرّيّة حتى يضلّوا البشر بعيدًا بواسطة الهرطقة، وفي المجامع السرّيّة (المخادع) لكي يأسرهم بقوِّة من هو ضدّ المسيح، أمّا المسيح فلا يكون مخفيًّا في موضع معيّن، ولا خاصًا بمجموعة قليلة، وإنما سيكون حاضرًا في كل موضع ومنظورًا أمام الجميع".

يقود الله التاريخ نحو نهايته، لذا لن يقع يوم عودة الرب في مجرى الزمن، بل في نهاية الأزمنة، عند نهاية العالم الحاضر. وقد حث يسوع تلاميذه على السهر والتنبه الدائم إلى علامات الملكوت في حياتهم وفي التاريخ، لا على انتظار نهاية الأزمنة أن يعلوا شيئا "فاسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة، لكي توجَدوا أَهْلاً لِلنَّجاةِ مِن جَميعِ هذه الأُمورِ التي ستَحدُث، ولِلثَّباتِ لَدى ابنِ الإِنْسان" (لوقا 21: 36). ويعلق القدّيس غريغوريوس الكبير ""على الذين يحبّون الله وأولئك الذين يؤمنون بالحياة الثانية أن يفرحوا باقتراب نهاية العالم لأنّهم سيذهبون قريبًا إلى ذلك العالم الذي يحبّون بعد فناء هذا العالم الذي لم يكونوا متعلّقين به. فقد ورد في الكتاب المقدّس: " أَلا تَعلَمونَ أَنَّ صداقَةَ العالَمِ عَداوةُ الله؟ فمَن أَرادَ أَن يَكونَ صَديقَ العالَم أَقامَ نَفْسَه عَدُوَّ الله.". فذاك الذي لا يفرح باقتراب نهاية العالم، إنّما هو يُظهر أنّه صديق هذا العالم، وبالتالي هو عدوّ الله"(عظات عن الإنجيل، العظة رقم 1: 3). ويضيف القدّيس كيرِلُّس (313 -350)، بطريرك أورشليم وملفان الكنيسة "سيكون الخوف العلامة لأعداء الصليب. وسيكون الفرح العلامة لأصدقائه الذين آمنوا بالصليب أو بشّروا به أو تألّموا من أجله. "(تعليم عن العماد).

نستنتج مما سبق أن يسوع يُشدّد على أهمّية طريقة حياتنا فيدعونا أن نعيش أوّلاً زمن الشِدّة على أنّه زمن خلاص؛ ثم ألا نصُمَّ آذاننا لصوت الله، ولا نكون عُميانًا لعلامات حضوره بل أن نقرا علامات الأزمنة ونتعرف عليها، ولا نخاف من المستقبل، وأخيراً، أن نلتقي الله في اللحظة الحاضرة، وأن نعيش حضوره، هنا والآن، لأن "َ مَلكوتَ اللهِ بَينَا" (لوقا 17: 21) ونُساعد في بناء مجتمعٍ جديدٍ وأن نكون فاعلي سلام.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قصة: ساعة عودة المسيح
متى تكون عودة المسيح في المجد؟
ما هي علامات عودة المسيح؟
عودة المسيح
عودة الجدال اللاهوتي حول شخص المسيح


الساعة الآن 07:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024