رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا عودة يسوع ضرورية؟ تُعد عودة المسيح ضرورة منطقية حيث أن السيد المسيح هو سيد الكون والتاريخ كما جاء في تعليم بولس الرسول "فقَد ماتَ المَسيحُ وعادَ إلى الحَياة لِيَكونَ رَبَّ الأَمواتِ والأَحْياء" (رومة 14: 9) "لِيَسيرَ بِالأَزمِنَةِ إلى تَمامِها فيَجمعَ تَحتَ رأسٍ واحِدٍ هو المسيح كُلَّ شَيء ما في السَّمواتِ وما في الأَرْض" (أفسس 1: 10) وفيه يجد تاريخ الإنسان وكل خلقية خلاصهما. وعليه فلا بدَّ من عودته. ليس من المعقول أنَّ يختتم السيد المسيح مسيرة الخلاص دون عودته إلى الأرض لإنقاذ الذين تبعوه بإيمان ورجاء ومحبة من عالم الخطيئة والبؤس والشقاء، وينصفهم من مظالم الحياة. وإلاَّ كانت حياة الذين يحبونه وينتظرونه عودته شقاءً ورجاؤهم فيه وهماً. فالمسيحيون يعيشون في وسط العالم وهم ينتظرون تجليهم كأبناء الله". ولهذا يصلون ولا سيما في الإفخارستيا "فإِنَّكُمَ كُلَّمَا أَكَلتُم هَذا الخُبْز وشَرِبتُم هذِه الكَأس تُعلِنونَ مَوتَ الرَّبِّ إلى أن يَأتي" (1قورنتس 11: 26)، لتسريع عودة المسيح كما يؤكد بطرس الرسول "تَنتَظِرونَ وتَستَعجِلونَ مَجيءَ يَومِ اللهِ الَّذي فيه تَنحَلُّ السَّمَواتُ مُشتَعِلَة وتَذوبُ العَناصِرُ مُضطَرِمة (2 بطرس 3: 11-12)، قائلين له: "تَعالَ، أَيُّها الرَّبُّ يَسوع" (رؤيا 20:22). لا يُعقل أن يختتم الله قضية يسوع المصلوب بالصعود إليه والجلوس عن يمينه، دونما رحمة للذين يتحمّلون الألم لأجل عودته. وفي هذا الصدد يقول القديس أوغسطينوس "لقد أتى السيد المسيح في المرة الأولى وسوف يأتي في المرة الثانية ليدين سكان الأرض. وسوف يجد من آمنوا بمجيئه الأول متهللين بمجيئه الثاني" حيث لا يتوقع الرحمة من عودة يسوع الديان هؤلاء الذين رفضوا أن يرحموا غيرهم قبل مجيئه. وأمَّا الذين كانوا رحماء فسوف يرحمهم الديان في الدينونة العظمى (متى 25: 34-46). ولا يُعقل أيضا أن ينجح الأشرار ويتألم الأبرار نتيجة للفقر والعنف والظلم. لقد مرّ صاحب المزامير بنفس التساؤل "أَمَّا أَنا فقَد أَوشَكت أَن تعثُرَ قَدَمايَ وكادَت أَن تَزِلَّ خُطايَ. لِأنَي غِرْتُ مِنَ السُّفَهاء حينَ رأيتُ رَخاءَ الأَشْرار" (مزمور 73: 2-3) ثم يتساءل صاحب المزامير "إلى متى الأَشْرارُ يا رَبُّ إلى متى الأشْرارُ يَبتَهِجون؟ شَعبكَ يا رَب يَسحَقون، وميراثَكَ يُذِلُّون، الأَرمَلَةَ والنَّزيلَ، يَقتُلون، واليَتيمَ يَذبَحون. مَن أَدَّبَ الأمَمَ أفلا يُعاقِب؟" (مزامير 94: 3، 10). إن نجاح الأشرار لا يدوم. فإن مخالفة وصايا الله تؤدي إلى الموت والدينونة كما جاء في تعليم يعقوب الرسول "الخَطيئَةُ إِذا تمَّ أَمرُها خَلَّفَتِ المَوت" (يعقوب 1: 15). ومن هنا تأتي أهمية عودة المسيح للدينونة كما يقول صاحب المزامير " يَدينُ الدّنيا بِالبِرّ والشُّعوبَ بأمانَتِه"(مزمور 96:13). إضافة إلى ذلك، إنَّ عودة المسيح هي تحقيق للنبوءات. فالمسيح هو المنتظر في آخر الأزمنة الذي تنبَّأ عنه دانيال النبي موصفا إياه " ابن الإنسان"(دانيال7: 13). وقد أنبأ المسيح نفسه عن تلك العودة (لوقا 17: 24-26). فعودته في نهاية العالم هي احدى نبوءات سيدنا يسوع المسيح. ونحن نعلم انه آتٍ كما ورد في الكتب المقدسة "فيسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنكُم إلى السَّماء سَيأتي كما رَأَيتُموه ذاهبًا إلى السَّماء" (إعمال الرسل 1: 11). إذا لا بدَّ للمسيح إن يعود، لكن السؤال متى؟ |
|