رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي تلكَ الأَيَّامِ بَعدَ هذهِ الشِّدَّة، تُظلِمُ الشَّمسُ والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه عبارة "تُظلِمُ الشَّمسُ والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه" فتشير إلى زعزعة نظام الكون الثابت مما يدلُّ على نهاية الزمن. وترتبط نهاية الكون مع موت المسيح، إذ لمّا مات المسيح "خَيَّمَ الظَّلامُ على الأَرضِ"(مرقس 15: 33) دلالة على أن نهاية الكون مرتبطة بموت المسيح. وهذا النص مقتبس من أشعيا النبي نحو 735 ق. م. " كَواكبَ السَّماءِ ونجومَها لا تَبعَثُ نورَها والشَّمسَ تُظلِمُ في طُلوعِها والقَمَرَ لا يُضيءُ بنورِه" (أشعيا 13: 10). ثم جاء حزقيال النبي نحو 593 ق. م. بنبوءة مشابه قائلا "أغَطِّي الشَّمسَ بِغَمام والقَمَرُ لا يُنيرُ بِنورِه" (حزقيال 32: 7). وتدلّ هذه الآية على تحوّل الكون كله عائداً إلى البداية من أجل خلق جديد مع موت المسيح على الصليب الذي منه يُشرق نور ويعطي حياة جديدة، وهكذا تبدو الطبيعة وكأنها تستعدّ لقيامته وعودته ودينونته. وفي الواقع، يرى كثير من الآباء أن هذه الأمور تتحقق بطريقة حرفية قبيل مجيء السيد المسيح على الغمام، حيث ينهار العالم المادي تمامًا فيظهر الملكوت السماوي الأبدي. ويعلق القديس ايرونيموس "تظلم الشمس بسبب برود قلوبهم كما هو الحال في فصل الشتاء، ولا يعطى القمر ضوءه بصفاء في ذلك الوقت، ونجوم السماء تحجز ضوؤها، وقوات السماء تثور للانتقام عندما يأتون مع ابن الإنسان في مجيئه". يتكلم يسوع عن قرب وصول أيّام الضيق والمحن والألم. وهو خطير جدّاً، ولم يًسمع عنه من قبل، سوف يحدث، وأنّ كلّ شيء سينقلب رأساً على عقب. عندما سيُرفع يسوع على الصليب، ستظلم الشمس (مرقس15: 33)، وينتهي عالم الخطيئة الّذي يستعبد الإنسان للشر. ومع صليب يسوع ينتهي هذا العالم. |
|