رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخصي الحبشي «وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ (الله) هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا» ( رومية 4: 21 ) كان لإيمان إبراهيم هذه السِمَة الخاصة، أنه ارتكز على الله «الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى» ( رو 4: 17 ). وعندما نرجع إلى تكوين 15 نرى كيف صدَّق الله عندما وعده بميلاد إسحاق. لقد آمن أن الله قادر أن يعطي نسلاً لوالدين يُعتبرا، من ناحية القدرة على الإنجاب، ميتين. لقد «آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ» (ع18)، على خلاف كل توقع طبيعي. ولو كان إبراهيم ضعيف الإيمان، لأخذ في الاعتبار كل الظروف التي ضد هذا الرجاء. ولَشَعَر أن الوعد يتجاوز المعقول، ولارتاب فيه. ولكن هذا لم يحدث. لقد تمسّك بوعد الله ببساطة الطفل الصغير «وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ (الله) هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا» (ع21). وهذا ما يُسمَّى الإيمان القوي «تَقَوَّى بِالإِيمَانِ». فالإيمان القوي، ليس هو الإيمان الذي يُجري المعجزات، بقدر ما هو الإيمان الذي يثق أن الله سيفعل ما تكلَّم به، حتى لو كانت كل المظاهر والمنطق والسوابق ضده. وهذه المبادئ نفسها تنطبق علينا تمامًا، ولكن هناك فرق واحد هام. في حالة إبراهيم، آمن أن الله سيُقيم حياة من الموت. ونحن لسنا مُطالبين أن نؤمن أن الله سيفعل ذلك، بل أنه فعل ذلك فعلاً، بأن «أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ» ( رو 4: 24 ). وكم هو أبسط أن نؤمن بأنه قد فعل ذلك، وقد فعله فعلاً، عن أن نؤمن أنه سيفعل ذلك، وهو لم يفعله بعد. وعندما نتذكَّر هذا، من السهل أن نرى أنه من حيث نوعية الإيمان، لا نستطيع أن نرجو أن يكون لنا إيمان من نوعية إيمان إبراهيم. إلا أن ما يفوق حالة إبراهيم، هي الحقائق المطلوب منا أن نؤمن بها. فليس هو الإله الذي سيُقيم إسحاق، بل هو الإله الذي «أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ» (ع24). فيسوع «الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» (ع25)، هو موضوع إيماننا، وبه نؤمن بالله. . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دروس من إيمان إبراهيم |
إيمان إبراهيم ( عب 11: 8 ،9،17) |
إبراهيم .. إيمان لا يتزعزع |
إيمان إبراهيم |
مرحلة أعلى في إيمان إبراهيم |