رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نَزَلَ الرُّوحُ القُدُسُ علَيه في صورةِ جِسْمٍ كَأَنَّهُ حَمامَة، وَأَتى صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول: ((أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضِيت)). عبارة "عَنكَ رَضيت" فتشير إلى اقتباس من النشيد الأول للعبد المتألم لأشعيا النبي "هُوَذا عَبدِيَ الَّذي أَعضُدُه مُخْتارِيَ الَّذي رَضِيَت عنه نَفْسي" (أشعيا 42: 1)، وتدل على أنَّ اختيار الله ليسوع ابنه لم يكن اعتباطا بل اختيارا من اجل القيام برسالته، اختار الله يسوع، موضع معزَّته الخاصة كي يُحمِّله رسالة معلناً انه ابنه الوحيد والحبيب (مرقس 12: 16). فكان صوت الآب إعلانا رسميا من الآب للابن، وتصديقا لرسالته وقبولا لتكريس الابن نفسه العلني لذاته القدوس لدى شعب الله. وهكذا يشير لوقا الإنجيلي في هذه الآية إلى صورتين نبويتين، صورة ابن الملك داود (2 صموئيل 7: 14) وصورة الخادم (العبد) الذي يأخذ على عاتقه خطايا جماعة الناس (أشعيا 53: 12). وفي خلفية المسيح الملك يظهر العبد المتألم ( أشعيا 53). ونلاحظ، أخيراً، في هذا المشهد الأقانيم الثلاثة: الله واحد ولكنه في نفس الوقت ثلاثة أقانيم: الآب يتكلم، والابن يُعمَّد، والروح القدس ينزل على الابن للدلالة على انه المُخلص الموعود به (أشعيا 11: 12). ويعلق القديس ايرونيموس "إنّه سرّ الثالوث الذي ظهر في هذه المعموديّة. الرّب يسوع قَبِل العُمَّاد، والرُّوح القدس نزل على شكل حمامة، وسمعنا صوت الآب الذي شهد لابنه"(شرح لإنجيل القدّيس متّى، 3). ومع أنَّ الله ثالوث فان أول لقاء للإنسان معه يجب أن يكون دائما في المسيح. وهذه الآية تدل على بداية رسالة يسوع لدى شعب الله، وهي الخلاص الذي دشّنه يسوع تطهيراً من الخطايا وتقديساً للشعب. |
|