رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولَمَّا اعتَمَدَ الشَّعبُ كُلُّه واعتَمَدَ يَسوعُ أَيضاً وكانَ يُصَلِّي، اِنفَتَحَتِ السَّماء، عبارة "يَسوعُ " في الأصل اليوناني Ἰησοῦς مشتقة من العبرانية יֵשׁוּעַ (معناها الله يُخلص) فتشير إلى اسم علم أطلقه الملاك جبرائيل على ابن مريم “فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَمِّيهِ يَسوع" (لوقا 1: 31). ويُعبر هذا الاسم عن هوية يسوع ورسالته حيث انه من خلاله يلخص الله كل تاريخه الخلاصي في سبيل البشر، لأن الله به " يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم" (متى 1: 21)، وفي هذا الصدد يقول بطرس الرسول "لا خَلاصَ بأَحَدٍ غَيرِه، لأَنَّه ما مِنِ اسمٍ آخَرَ تَحتَ السَّماءِ أُطلِقَ على أَحَدِ النَّاسِ نَنالُ بِه الخَلاص" (أعمال الرسل 4: 12). أمَّا عبارة "كانَ يُصَلِّي" فتشير إلى لقاء يسوع مع آبيه السماوي بحسب عادته قبل جميع الأحداث الحاسمة المُختصَّة برسالته. وصلاته هنا كانت هي السبب في انفتاح السماء وظهور الأقانيم الثلاثة. وينفرد لوقا الإنجيلي في ذكر حياة الصلاة في يسوع في تسع مناسبات أخرى في إنجيله وهي: بعد إبراء الأبرص (لوقا 5: 16)، ولدى اختيار الرسل الاثني عشر (لوقا 6: 12)، وقبل كشف هويته الإلهية (لوقا 9: 18) وقبل التجلي (لوقا 9: 29) ولدى كشفه أسرار الملكوت (لوقا 10: 21) ولدى تعليمه الصلاة الربِّية (لوقا 11: 1) وصلاته لبطرس لكيلا يفقد إيمانه (لوقا 22: 32) وفي بستان الزيتون (لوقا 22: 44) ولدى موته على الصليب (لوقا 23: 34، 46). أمَّا مضمون صلاته فنجده في الصلاة الربية أو الصلاة في بستان الجسمانية. أمَّا عبارة " اِنفَتَحَتِ السَّماء" فتشير إلى رؤية رؤيويه مأخوذة من سفر حزقيال " اِنفَتَحَتِ السَّموات" (حزقيال 1: 1)، وهي تدل على علامة تدخل الله لتحقيق مواعده خاصة بإرسال الروح القدس (أشعيا 63: 19) وتدل أيضا على انه بالإمكان رؤية الأمور السماوية (يوحنا 3: 12-13، وأشعيا 64: 1) والكشف عن وحي سماوي (أشعيا 63: 19). انفتحت السماء وبدأ عهدٌ جديدٌ بين الأرض والسماء. قد انفتحت أمَّام أعيننا الرّوحيّة فصارت أبواب السماء مفتوحة أمَّامنا، مفتاحها في يدّي عريسنا ورأسنا يسوع المسيح، بل صارت حياتنا الداخلية ذاتها سماوات مفتوحة يسكنها رب السماء! وكما يقول القديس كيرلس أسقف الإسكندرية: "انفتحت السماوات فاقتربَ الإنسان من الملائكة المُقَدسين". وانفتاح السماء يضع حدا لكل المسافات التي تفصل ما بين الله والإنسان. وهكذا أصبحت الحياة الإلهية في متناول الجميع من خلال إنسانية يسوع. ومنذ ذاك الحين لم يعد الله يُرسل أنبياء، لأنه في يسوع اقتربت السماء من الأرض "ها إِنِّي أَرى السَّمواتِ مُتَفَتِّحَة، وابنَ الإِنسانِ قائِمًا عن يَمين الله" (أعمال الرسل 7: 56). لقد غيَّر الله التاريخ بيسوع المسيح. |
|