رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرُّمح وكُوز المَاءِ «خذِ الرُّمحَ الذِي عِندَ رَأسِه وَكُوزَ المَاءِ وهَلُمَّ» ( 1صموئيل 26: 11 ) حطَّ شاول وجيشه الرحَال ليبيتوا ليلتهم. وغامر داود بالنزول إلى وسط المعسكر تحت جنح الظلام. وأبيشاي أخو يوآب غامرَ بالنزول معه. وإذا بشاول وراء المتراس نائم والشعب مضطجعون حواليه، والكل في سُبات عميق. والرمح الذي طالما سدَّده إلى داود مركون في الأرض عند رأس شاول، مُستعد ليُغمّد في قلبه. ومرة أخرى يحث أبيشاي داود ليتخلَّص من عدوه. وعرَض على داود أن يضـرب شاول برمحه مرة واحدة ولا يُثنِّي. ومرة أخرى يرفض داود رفضًا قاطعًا أن يَمُدَّ يده إلى ”مسيح الرب“. وهذه خصلة جميلة في شخصية داود: احترام السلطة المُقامة من الله. فهو لا ينظر إلى شخصية السلطان، بل إلى الموقع الذي يشغلَه. إلا أنه في الوقت نفسه، ذكَّر أبيشاي بأن الله يومًا ما، سوف يقصيه (ع10). إنه سوف لا يغتصب النقمة من يدي الله. أوصى داود أبيشاي أن يأخذ الرمح المركون قرب رأس الملك، وكوز الماء (ع11)، وهكذا انسحبوا من المعسكر. وتجريد شاول من الرمح وكوز الماء أمرٌ له دلالته. فالرمح يُحدثنا عن أسلحة محاربتنا، وهي من البر والإيمان والحق. كما أن كوز الماء يُحدثنا عن كلمة الله التي تُنعش وتكفي المؤمن في معاركه. جُرِّدَ شاول من كليهما. ولعله كان من اللائق أن الشخص الذي يسلك طريقًا هذا طابعه، يُجرَّد من القوة والتعزية اللتين توفرهما كلمة الله. وفي كل مسار لعدم الإيمان والعصيان، في كليهما يتجرَّد صاحبهما من السلاح والإنعاش. والنعاس العميق الذي نزل على أعداء داود له مغزاه؛ فهو يُرينا كيف يمنع الله أعداءه من المساس بشعبه، ويُبطل خططهم في هذا الصدَد. ونجد دليلاً على ذلك في حياة الرب يسوع. فعندما أضمَر اليهود نحوه شرًا، وصاروا يطلبون حياته، فإنه ذهب إلى اليهود بكل شجاعة، واستمر يُتمِّم عمله المقدَّس. ولقد صعد إلى عيد المظال، مثلاً، وعلَّم في باحات الهيكل، وعندما أرسل الفريسيون رُسُلاً ليمسكوه، استمر في خدمته ولم يُلقِ أحد عليه الأيادي. وهكذا بينما كان يُقدِّم ماء الحياة للنفوس العطشـى، كان ينزع من هؤلاء البرَرة في أعين أنفسهم، السلاح الذي كانوا يظنون أنهم يستخدمونه ضده؛ الكلمة التي طالما اعترفوا أنهم يؤمنون بها. وهكذا تُرك الفريسيون بدون الرمح والماء إلى أن حان الوقت الذي سُمِحَ لهم فيه أن يصلبوا الرب يسوع. وهذا السبيل مفتوح للإيمان، فأحيانًا يمد الله يده على مقاومي عبيده بطريقة عجيبة ليمنح هؤلاء الفرصة للشهادة، ثم ينزع سلاح الأعداء. . |
|