رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يقال عن الابن أنه الكلمة
*فهم أباء اليهود أن الكتاب حين يقول وقال الله ليكن كذا .. أنها ليست كلمة عادية كما يقول البشر كلاما. إنما كلمة الله هي كلمة لها قوتها الخالقة والضابطة والمسيطرة على الكون. *إذًا يقصد بالكلمة العقل الإلهي المنفذ لمشيئة الله والمعبر عن مقاصد الله تعبيرًا صادقًا كاملًا، أو القوة الخالقة المولودة من الله "بِٱلْإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ ٱلْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ ٱللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ" (عب3:11). وكما رأينا فكلمة اللوغوس كانت معروفة عند اليونانيين واليهود. وتشير للحكمة العاملة منذ الأزل: وظهرت في خلقة الكون (بالنسبة لليونانيين). وهي قوة الله الخالقة (بالنسبة لليهود). *وكما أننا نعرف الإنسان من كلامه، هكذا عرفنا الله عن طريق كلمته اللوغوس. واللوغوس هو نطق الله العاقل أو عقل الله الناطق. *عقل الله الناطق = قيل عن المسيح أنه الألف والياء، وكل الحروف التي بينهما، هو اللغة التي كلمنا الآب فيه، لنعرف الآب الذي لم يره أحد "الله لم يره أحدٌ قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر" (يو1: 18). *نطق الله العاقل = نطق الله أي كلمة الله أي قوة الله الخالقة التي خلقت الكون وتديره. وهذا الكون وهذه الخليقة بجمالها وإنضباطها وروعتها تنطق بعظمة الخالق الذي هو نطق الله العاقل. واللوجوس كلمة يونانية متعددة المعاني مشتقة من الفعل LeƔw = lego بمعنى ينطق، والمقصود به النطق العاقل. ومنها أخذت الكلمة الإنجليزية LOGIC ومعناها المنطق وليس معناها النطق العادي الذي هو PRONOUNCIATION بمعنى التلفظ أو طريقة التلفظ. لذلك قيل عن الأقنوم الثاني عقل الله أو حكمة الله (1كو24:1) أو نطق الله أو معرفة الله. وإذا فهمنا هذا فهل يصح أن يقال أن المسيح مخلوق فكيف خلق الله عقله، وهل يعقل أن الله كان لفترة من الوقت بدون عقل أو بدون حكمة. وبأي حكمة وبأي عقل خلق لنفسه عقلًا وحكمة. لذلك فعقل الله أو كلمته هو أزلي كما أن الله أزلي. والله موجود بذاته وموجود بكلمته وعقله أي بأقنومه الثاني. وبعقل الله خلقت جميع المخلوقات. وبهذا نفهم أن ولادة الابن هي ولادة أزلية، ولادة طبيعية أي من طبعه كما أن من طبع النار أن يتولد منها حرارة كذلك من طبع الله أن تتولد منه قوة خالقة وحكمة أزلية. هي ولادة من جوهره، فكل ما للآب هو للابن فهو مساوٍ للآب في الجوهر أو هو من نفس الجوهر. وإن كان قد نُسِبَ للابن بعض نواحي الضعف البشري كالتعب والألم والجوع والعطش والموت فهذه أمور تدخل في موضوع التجسد ولا علاقة لها بالطبيعة الإلهية إلا من حيث إتحاد اللاهوت بالجسد الذي يتألم. والابن سُمِّي لوجوس بمعنى نطق الله، فما يظهر من حكمة الإنسان يظهر فيما ينطق به. والمسيح أظهر لنا كل ما للآب لذلك قال من رآني فقد رأى الآب (يو9:14). وواضح أنه لا انفصال بين النطق وبين العقل |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الابن، بكونه الكلمة، يعلن عن أرادة أبيه |
إن الجسد المقدس الذي هو جسد الابن الكلمة الخاص |
فأقنوم الابن الكلمة له ولادتان |
اليوم يقال عنه أربعاء أيوب! لماذا وما معناه؟ |
ماما لماذا يقال عن الأرض الكوكب أزرق؟ |