رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
# وُلد السيد المسيح في بيت لحم مدينة داود. وهي أصغر مدن المملكة. وكان داود هو الأصغر بين إخوته لأن السيد المسيح قد اختار طريق الاتضاع ليملك على القلوب بتواضعه. "أما أنت يا بيت لحم أفراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي، الذي يكون متسلطًا على إسرائيل. ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مى5: 2). "لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل" (مت2: 6).
وُضع الرب يسوع، كلمة الله المتجسد وهو طفل في المذود.. في الموضع الذي تأكل منه الحيوانات في الحظيرة. ليؤكّد أنه جاء طعامًا لحياة العالم الذي كان غارقًا في ظلمات الجهل والخطية، وكان البشر يسلكون فيه مثل البهائم التي تباد. وقال عن نفسه إنه هو الخبز "خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم.. فمن يأكلني فهو يحيا بي" (يو6: 33، 57). هذه الحظيرة التي كانت حقيرة في مظهرها، تحوّلت بحلول الكلمة المتجسد فيها إلى كنيسة للمجد والبهاء، وهي كنيسة المهد في بيت لحم، حيث اقترب ملايين البشر من الأسرار المقدسة في التناول من جسد الرب ودمه على مر العصور. عجيبة هي والدة الإله القديسة مريم العذراء التي شاهدت وسمعت وكانت تحفظ كل هذه الأمور متفكرة بها في قلبها (انظر لو2: 19). كانت الكنيسة -العروس المحبوبة- ممثلة في شخص السيدة العذراء وهي تعاين خلاص الله بين ذراعيها نورًا متألقًا لحياة العالم. هذا هو مجد الروح الذي لم يبالِ بالمجد الخارجي، بل عاش متمتعًا في الاتضاع، والانسحاق، والبعد عن كل مظاهر العظمة والكرامة. هناك في الحظيرة.. هناك بين الحيوانات.. هناك حيث لم يدرك البشر وقتذاك.. هناك تلتقي النفس بالحقيقة الخالدة أن "الكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقًا" (يو1: 14). نيافه الأنبا بيشوى |
|