رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملك حب مُلك يسوع هو ملك حب، لأنه أحبَّ خاصته إلى اقصى الحدود وبذل نفسه من أجلهم "لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه" (يوحنا 15: 13)، والحب هو الخدمة والعطاء؛ فقبْل أيام من مثوله أمام بيلاطس، "خَلَعَ ثِيابَه، وأَخَذَ مِنديلاً فَائتَزَرَ بِه، ثُمَّ صَبَّ ماءً في مَطهَرَةٍ وأَخَذَ يَغسِلُ أَقدامَ التَّلاميذ"(يوحنا 13: 4-5) كما يفعل العبد مع سيده بعكس ملوك الأرض الذين يطالبون أن نجثو أمامهم طالبين الشرف والسلطة (دانيال ٣).إنَّه ملك في الخدمة والتواضع والمحبة وفي هبته ذاته. وقدّم يسوع حياته فكان وموته أروع شهاد عن حب الله للناس. وبهذا الحب هدم سور العداوة وصار سلامنا نحن الخطأة في شريعة الله. مات من أجلنا، عوضاً عنا، ولأجل خطايانا، حبا بنا ليُطلق سراحنا ويُحرِّرنا، وبفضل يسوع المسيح اتخذنا الله أولادا له بالتبنِّي وأعطانا الحق في أن ندعوه أبانا كما جاء في تعليم بولس الرسول: “أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ، مَولودًا في حُكْمِ الشَّريعةْ لِيَفتَدِيَ الَّذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعة، فنَحْظى بِالتَّبَنِّي والدَّليلُ على كَونِكُم أَبناء أَنَّ اللهَ أَرسَلَ رُوحَ ابنِه قُلوبِنا، الرُّوحَ الَّذي يُنادي: أَبَّا " (غلاطية 4: 4-6). وكأبناء الله بالتبني أصبحنا نشترك مع المسيح بكل ما أعده لنا كأَبْناءَ له تعالى كما صرَّ بولس الرسول " فإِذا كُنَّا أَبْناءَ الله فنَحنُ وَرَثة: وَرَثَةُ اللهِ وشُرَكاءُ المسيحِ في المِيراث، لأَنَّنا، إِذا شارَكْناه في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أَيضًا" (رومة 8: 15-17). وكوننا أبناء الله، أبناء المحبة يتطلب منا مواجهة الشر بالخير "لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغلِبُكَ، بلِ اغلِبِ الشَّرَّ بِالخير" (رومة 12: 21)، وإن مواجهة الشر بالشر هو فشل وهزيمة ورضوخ لمنطق الشر، إذ حيث تملك المحبة فهناك الله. نستنتج مما سبق أن ملك المسيح هو ملك حق لا مجال فيه للكذب والباطل، مُلك عدل لا مجال فيه للظلم والطغيان، مُلك السلام لا مجال فيه للحروب والفتن والمنازعات والعداء، الحرية لا مجال فيه للعبودية والخطيئة، ملك محبة لا مجال فيه للكراهية. وحيث تملك المحبة فهناك الله. هذه دعوة ملحة موجَّهة للجميع ولكل واحد منا: أن تسير دوما نحو مُلك المسيح، مُلك حق وحياة، مُلك قداسة ونعمة، مُلك عدل وحب وسلام. |