رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملك سلام ملك المسيح هو مُلك سلام حيث أنَّ المسيح لم يقاوم، لا سلطة هيرودس انتيباس حاكم الجليل وعبر الأردن الذي كان يخشى أن يكون يسوع منافساً له (لوقا 13: 31 -33)، ولا سلطة القيصر الروماني، الذي له الحق في الجزية (مرقس 12: 13 -17) لان مُلك المسيح قائم على حب وسلام. يكفي أن نقارن بين مُلكه ومُلك برأبا حتى يظهر لنا جلياً هذه الحقيقة. لا مجال في مملكة يسوع للقوة والظلم والتعسف والطغيان (يوحنا 18: 10-11). فقد سمح يسوع لليهود بالقبض عليه في بستان الجسمانية. وحاول تلاميذه إبداء المقاومة، فقام بطرس بضرب عبد رئيس الكهنة المدعو مَلْخُس فقطع أذنه (يوحنا 18: 10). لكن يسوع رفض استخدام القوة فقال لبطرس "إِغمِدْ سيفَك، فكُلُّ مَن يَأخُذُ بِالسَّيف بِالسَّيفِ يَهلِك. أَوَتَظُنُّ أَنَّه لا يُمكِنُني أَن أَسأَلَ أَبي، فَيَمُدَّني السَّاعةَ بِأَكثَرَ مِنِ اثَنيْ عَشَرَ فَيْلَقاً مِنَ المَلائِكَة؟" (متى 26: 52-54). كان برأبا مُتمرداً ضد روما، وبرغم ارتكابه لجرائم قتْلٍ أعتبر بطلا بين اليهود، وأطلق سراحه بدلا من يسوع. وقد أطلق سراحه لان يسوع مات عوضا عنه. وما جاء يسوع ليَقتل، بل ليموت فداء عن الشعب، "لِيَجمَعَ شَمْلَ أَبناءِ اللهِ المُشَتَّتين" (يوحنا11: 52). وفي الواقع أنقذ يسوع بَرْأَبَّا من الصلب، فأصبح بَرْأَبَّا يُمثل البشرية بأسرها" كما وصفه الممثل الإيطالي بيترو ساروبي Pietro Sarubbi الذي تغيَّرت حياته لما مثّل دور برأبا في فيلم آلام المسيح للمخرج المشهور ميل غيبسون. ويصف الممثل اللحظة التي التقت بها عيناه عين يسوع بهذه الكلمات: "كان لها تأثير كبير، شعرت وكأن هناك تياراً كهربائياً يربط بيننا. رأيت يسوع الحقيقي" وأضاف "حين نظر إليَّ لم تكن عيناه تحملان كراهية أو معاتبة تجاهي، بل رحمةً وحباً". هذا ونفهم من كلِّ حياته، أنّ ملكوته لم يمتدّ ولم يتوسّع إلا بطريقة سلميّة وبواسطتنا: نحن انتمينا إلى هذا الملكوت بالعماد، وبعد سر التثبيت صرنا المُبشِّرين: ليأتِ ملكوتك، بنا وبواسطتنا، فهل نشعر بهذه المسؤوليّة؟ |
|