"ملكوت الله" محور تبشير الربّ يسوع. وقَبِلَ يسوع لقب "ملك" خلال حياته على الأرض اعتباره لقبا مسيحانيا يتجاوب مع وعود الأنبياء (متى 12: 1-11)، لكن قبله بتحفظ، إذ جرّده من ملامحه السياسية. فقد كان انتظار اليهود للمسيح مرتبطا بانتظار ملكٍ بارٍ ومُحرّر كما جاء في المزامير:" انظر يا ربّ، وأقم لهم ملكهم، ابن داود" (مزامير سليمان، 7: 3). لكن أساء اليهود في زمانه فهم المسيح فكانوا يعتقدون بانه المسيح الذي سيعيد مُلك داود، وهكذا فهم البعض مُلك يسوع بحسب الطريقة البشرية: هو المسيح السياسي الذي يرسله الله إلى العالم كي يُحرّر إسرائيل من الطغيان الروماني الأجنبي. لهذا أراد الشعب اليهودي إثر معجزة تكثير الخبز والسمك أن يعلنوه ملكا ولو بالقوة، عندئذٍ رفض يسوع لقب "ملك" بحسب النظرة السياسية كما جاء في إنجيل يوحنا "عَلِمَ يسوعُ أَنَّهم يَهُمُّونَ بِاختِطافِه لِيُقيموهُ مَلِكاً، فانصَرَفَ وعادَ وَحدَه إلى الجَبَل" (يوحنا 6: 15).