أَجابَ بيلاطُس: ((أَتُراني يَهودِيّاً؟ إِنَّ أُمَّتَكَ وعُظَماءَ الكَهَنَةِ أَسلَموكَ إِلَيَّ. ماذا فَعَلتَ؟
تشير عبارة" أَتُراني يَهودِيّاً؟" إلى جواب بيلاطس وفيه من الحِدّة والكبرياء والاستهزاء. إذ استهزئ باليهود بمعنى هل أنا يهودي حقير حتى أقول عنك أنك ملك. أمَّا عبارة" أُمَّتَكَ وعُظَماءَ الكَهَنَةِ أَسلَموكَ إِلَيَّ" تشير إلى أن شعب الله نفسه (خروج 19: 5) رفض مسيحه. وقد فهم بيلاطس درس المسيح ولكنه ألقى التهمة على اليهود. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "بأن الأمر لا يشغله، إنه يخص اليهود، ولا يخصه هو. لقد تنحّى بيلاطس عن مسئوليته معلنًا أنه ليس بيهودي، وأن الذي أسلمه هو أُمّته ورؤساء الكهنة". أمَّا عبارة "ماذا فَعَلتَ؟" فتشير إلى سؤال بيلاطس ليسوع: لماذا يتهِمك شعبك بادعائك أنك ملك؟ دافع عن نفسك. وبيلاطس يعلم أنهم يبحثون سرًا عن ملكٍ ليثوروا ضد قيصر، ويعرف انه صعب أن يرفع اليهود دعوى على ملكهم لان أعظم ما يُرضيهم أن يقوم رجل يُحرِّرهم من نير الرومان. هنا يتَّضح أن بيلاطس يبحث عن الحق ويشعر ببراءة المسيح وخبث اليهود. لكنه اكتفى بما قدّمت له السلطات اليهودية من معلومات ضد يسوع فوضع نفسه في موقف خاطئ لم يستطع الخروج منه.