لاحظ بولس الرسول أن الوثنين الذين هم بلا شريعة (موحى بها)، إذا عملوا بالفطرة ما تأمر به الشريعة، وكوَّنوا شريعة لأنفسهم مع أنهم بلا شريعة، يُشرون إلى ما تأمر به الشريعة من الأعمال المكتوبة في قلوبهم، وتشهد لهم ضمائرهم وأفكارهم، فهي تارة تشكوهم وتارة تدافع عنهم " (رومة 2: 14-15). ومن هذا المنطلق إن دينونة الله لا تنطبق على معرفة وتمييز الخير من الشر، بل على ممارسة هذه المعرفة إيجابياً. وهذه الممارسة يُحدّدها في النهاية، لا الشريعة المُوحى بها، بل الوعي بالخير والشر.