وسَأَله أَيضاً بَعضُ الـجُنود: ((ونَحنُ ماذا نَعمَل ؟)) فقالَ لَهم: ((لا تَتَحاملوا على أَحَدٍ ولا تَظلُموا أَحَداً، واقْنَعوا بِرَواتِبِكم)).
لا تشير عبارة "بَعضُ الـجُنود" إلى نواة القوات المسلحة الذين يعملون ضمن فرق الجيش الروماني التي كانت تُرسل إلى الأقاليم البعيدة لحفظ السلام، إنما إلى جنود هيرودس انتيباس، أمير الربع في الجليل، أو جنود من اليهود يحافظون على المنطقة حيث كانوا يظلمون الناس مُستغلين سلطتهم، وقد دعاهم يوحنا المعمدان إلى تغيير طرقهم من خلال إعلان إيمانهم أمام الجميع. أمَّا عبارة "لا تَتَحاملوا على أَحَدٍ ولا تَظلُموا أَحَداً، واقْنَعوا بِرَواتِبِكم " فتشير إلى طلب يوحنا المعمدان إلى الجنود أن يسلكوا سلوك العدل وان يتقنوا عملهم ويُظهروا أمانتهم في ممارسة مهنتهم ، لانَّ الجنود قد اشتهروا بقساوتهم وممارستهم غير الأخلاقية مثل السرقة والزنى... أمَّا عبارة "لا تَتَحاملوا على أَحَدٍ " فتشير إلى طلب يوحنا من الجنود أن لا يتَّخذوا من عملهم فرصة للتسلط على الناس والوشاية عليهم أمام الحاكم بغية أن يأخذوا من المُتَّهمِين رشوة لإطلاقهم أو ثوابا من الحاكم كأنهم جواسيس له. أمَّا عبارة " ولا تَظلُموا أَحَداً " فتشير إلى طلب يوحنا من الجنود أن لا يتَّخذوا من عملهم فرصة للتسلط على الناس فيظلموهم ويأخذوا من الشعب أكثر مما فُرض عليهم ا وان يسلبوا شيئا من أموالهم. أمَّا عبارة " واقْنَعوا بِرَواتِبِكم" فتشير إلى طلب يوحنا من الجنود أن يلزموا القناعة بأرزاقهم ورواتبهم وعدم التحايل على الناس وابتزازهم، إذ كانت أجرة الجندي وقتئذٍ نحو دينار في اليوم وكان عليهم أن ينفقوا منها على طعامهم. وهنا نتساءل أيَّ تغيير يمكن أن يحدث عندما نقوم بعملنا بإتقان وأمانة؟