الكلمة المتجسد هو الآن مسيح التاريخ بذاته حيث اتخذ لنفسه جسداً بشرياً حقيقياً وليس جسدا ظاهريا فقط كما تدَّعي البدعة الظاهريّة (دوسيتيّة) التي أنكرت واقع التجسّد. إنه سكن وسط البشر. أمَّا جلاله الإلهي وقوته فقد أصبحا محجوبين في جسد. وقد أدَّى يوحنا المعمدان شهادة شاهد عيان عن مجد هذا "الكلمة" المتجسد خاصة عند اعتماد يسوع على يده في الأردن (متى 3: 13-17). وهكذا لم يعدْ الله مخفيَّا بل أصبح الآن معروفاً عن طريق تجسُّد ابنه الذي هو نور العالم. فيسوع المسيح هو التفسير الكامل لله. ومن هنا يبدأ يوحنا إنجيله ويختتمه معلنا أنَّ الكلمة المتجسد يسوع المسيح هو الله. في بدء إنجيله يعلن أن "الكَلِمَةُ هوَ الله " (يوحنا1: 1)، ويؤكد ذلك في آخر إنجيله بشهادة توما أحد الاثني عشر رسولا بقوله " رَبِّي وإِلهي!" (يوحنا 20: 28). وهكذا تلخص هاتان العبارتان إنجيل يوحنا.