تشير عبارة " لم يَكُنْ هو النُّور " إلى يوحنا المعمدان الذي هو " السِّراجَ المُوقَدَ المُنير" (يوحنا 5: 35)، ونوره مقتبس من المسيح شمس البِرِّ، فهو شاهد للنور الذي مصدره المسيح. ويُعلق الراهب البندكتاني جان سكوت " ليس بإمكان أيّ مخلوق، مهما علا شأنه بالفكر أو الذّكاء، أن يكون نورًا بحدّ ذاته وفي طبيعته ذاتها؛ فهو يشارك النّور الوحيد الحقيقيّ والجوهريّ الموجود في كلّ مكان" (عظة حول مقدّمة إنجيل القديس يوحنّا). فهذا هو موقع يوحنا المعمدان الحقيقي عكس ما كان يقوله أتباع يوحنا. تُشدّد الآية على التباين بين يوحنا ويسوع. يوحنا المعمدان هو الشاهد للنور، وهو ليس النور، ويوحنا هو صديق العريس، لا العريس (يوحنا 3: 29).