والنُّورُ يَشرِقُ في الظُّلُمات ولَم تُدرِكْه الظُّلُمات.
لا تشير عبارة "الظُّلُمات" إلى الظلمة المادية لكن إلى الظلمة الأدبية أي ظلمة الجهل والخطيئة الذي سقط العالم بأسره فيها بسقوط الإنسان الأول. أمَّا عبارة " َيشرِقُ " فتشير إلى نور المسيح الذي أرسل أشعته إلى العالم قبل تجسُّدِه بأعمال الخلق وعنايته الإلهية (رومة 1: 20) وبتأثيره في ضمائر الناس وبالنبوءات وعن طريق المُبشرين، وبعد تجسُّده أشرق يسوع بنور تعليمه وأعماله ومعجزاته كي يكشف لنا عن وجه الله. وأمَّا عبارة " لَم تُدرِكْه الظُّلُمات" فتشير إلى عدم فهم الناس الجهلاء والأشرار ظهور "الكلمة" في خلق العالم كما يؤكد الرسول بولس "فلَمَّا كانَ العالَمُ بِحِكمَتِه لم يَعرِفِ اللّه..." في الخليقة (1 قورنتس 1: 21). كذلك لم يدرك العالم نور "الكلمة" في التجسُّد؛ لأنه في نزاع مع الظلمة الناشئة عن عصيان الإنسان وجهله، كما جاء في تعليم السيد المسيح " فقد غَلُظَ قَلبُ هذا الشَّعب وأَصَمُّوا آذانَهم وأَغمَضوا عُيونَهم لِئَلاَّ يُبصِروا بِعيونِهم ويَسمَعوا بِآذانِهم ويَفهَموا بِقُلوبِهم ويَرجِعوا. أَفأَشفيهم؟ " (متى 13: 15).