أقوال القديس أغسطينوس عن موتنا روحيًا وجسديًا
إننا بالتأكيد أموات بالنفس والجسد الأمر الذي لا يشك فيه أي إنسان مسيحي.
+ نحن موتي بالنفس بسبب الخطية، وموتي بالجسد (سيموت جسدنا) بسبب عقوبة الخطية، وفي كلي الجانبين نحن في حاجة إلي علاج وغلي قيامة حتى يتغير إلي حالة أفضل مما قد انحدرنا إليها... موت النفس هو الشر، وموت الجسد هو الفساد الذي يتم بسبب انفصال النفس عن الجسد فكما أن النفس تموت بسبب ترك الله لها هكذا يموت الجسد بسبب انفصال النفس له، والنفس تقوم من موتها بالتوبة. وأما الجسد فيبدأ تجديد الحياة فيه رغم بقائه قابلًا للموت بالإيمان الذي به يتبرر الخطاة ويزداد تجديد الحياة فيه ويتقوى بممارسة العادات الصالحة يومًا فيوم إذ يتجدد الإنسان الداخلي أكثر فأكثر "2كو16:4".
أما عن الجسد أي الإنسان الخارجي فإنه يفسد يومًا فيوم ببقائه في هذه الحياة وذلك بعامل السن أو المرض أو الأحزان المختلفة حتى يحل الزمان الأخير الذي يدعوه الجميع بـ"الموت".
+ أما قيامة الجسد فإنها تتأخر إلي نهاية الأزمنة حيث يتم تبريرنا بطريقة لا ينطق بها عندئذ نصير على مثال (السيد المسيح) إذ نراه هو.
وما الحاجة إلي الإشارة غلي براهين أخري للتميز بين موت النفس وموت الجسد وقد ميز الرب بينهما تمييزًا قاطعًا في عبارة واحدة وردت في الإنجيل إذ يقول:
(دع الموتى يدفنون موتاهم "مت22:8". فالدفن يتناسب مع الجسد الميت , وأما الذين يدفنونه فهم موتي النفس وموتهم هذا نابع عن شر عدم إيمانهم أمثال هؤلاء يدعوهم الرسول للاستيقاظ قائلًا (استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح) "أف14:5".
وقد أعلن الرسول عن موت النفس هذا بقوله عن الأرملة (وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية) "1تي6:5".
ويقال عن النفس التي كانت قبلًا شريرة والآن أصبحت صالحة أنها حية، إذ عادت إليها الحياة بعد الموت بفعل بر الإيمان.
أما الجسد فلا يقال عنه أنه مات فقط عن مفارقة النفس له بل ويحسب أيضًا ميتًا بفعل الضعف الشديد الذي للحم والدم.. إذ يقول الرسول (الجسد ميت بسبب الخطية وأما الروح فحياة بسبب البر "رو10:8 " والحياة هو من صنيع الإيمان "وأما البار فبالإيمان يحيا " رو17:1 " . ولكن ماذا جاء بعد النص السابق (رو10:8) ؟
(وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنًا فيكم فالذي أقام المسيح سيحيى أجسادكم المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم) "رو11:8".