علاقة الله بالإنسان، الله هو الذي بدأها..
* بدأت العلاقة بأن الله خلق الإنسان. وطبعًا لو لم يخلقه ما كانت هناك علاقة. وأضاف الله إلى هذا، إنه خلقه على صورته ومثاله كشبهه، ومنحة الروح الذي به ينشئ علاقة معه..
* وإلي جوار الخلق: لما سقط الإنسان الله هو الذي بدأ العلاقة.
لم يبدأ الإنسان بالسعي إلى الله ليعترف بخطيته ويطلب المغفرة والمصالحة، بل العكس لقد هرب من الله واختبأ وراء الشجر. فذهب الله إليه، وكلمة وشجعه على الاعتراف. ووعده بالخلاص، حينما قال إن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تك 3). وكأن الله كان يقول لآدم: هل أنت خائف مني يا آدم؟ لا تخف، أنا سأغفر لك. سأعد لك طريق الخلاص..
* ولا شك أن الله هو الذي بدأ بإعداد هذا الخلاص العجيب.
هو الذي علم البشرية عقيدة الفداء والكفارة، وموت نفس بريئة طاهرة عن نفس خاطئة مستحقة للموت. وهو الذي وضع للإنسان شرائع الذبائح والمحروقات، وقواعد النجاسة والتطهير. وهو الذي أعطانا التوبة للحياة (أع 11: 18).
* والله هو الذي بدأ بالوحي، وأرسل إلينا الأنبياء.
كل ذلك لتعليمنا وإرشادنا، وتوصيل كلمته إلينا. وهو الذي أعطى هؤلاء الرسل "خدمته المصالحة" (2 كو 5: 18). حتى أن القديس بولس الرسول قال "نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (20 كو 5: 20). إذن الله هو الذي يبدأ عملية المصالحة، ويرسل رسله لتمهيدها.
* هو الذي تجسد، ونزل إلينا، ليفدينا ويخلصنا.
وما كنا نحن نعرف شيئًا عن التجسد والفداء، وما كنا نطلبه. ولكن الله أظهر محبته لنا، بهذا الخلاص العجيب" هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).