منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 12 - 2021, 03:08 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

مَنْ ردهم إلى أرض الأحياء بالتوبة


* على أن هذه العبارة، يمكن أن تؤخذ بطريقة روحية أخرى. ولنبدأ ببطرس الرسول كمثال.

إنه بعد أن أنكر السيد المسيح، بكي بكاء مرًا، إذ شعر أنه قد أنفصل عن الرب وعن محبته. وانفصل عن باقي الرسل، وعن الخدمة وكل العمل الرعوي..

ولا شك أنه قد زنت في أذنيه عبارة الرب "من أنكرني قدام الناس، ينكر قدام ملائكة الله" (لو 12: 9).

ولكن الرب عزاه بنفس العبارة، التي سبق فعزي بها أبانا يعقوب "أنا معك وأردك..". ولكن كيف رده الرب، ومتى؟ حينما ظهر له، وقال له في حنو "ارع غنمي. وارع خرافي" (يو 21: 15).. وحينئذ شعر بطرس أن الرب قد رده إلى جماعة الرسل..

* وداود النبي، حينما زنى وقتل، وسقط من ذلك العلو العظيم الذي كان فيه. ولعله كانت في فِكره عِبارة أوريجانوس [أيها البُرج العالي، كيف سقطت؟!].

وبكي داود بكاء شديد مستمرًا، وفي كل ليلة كان يبلل فراشة بدموعه، ولكن إلهنا الحنون الطيب، لم يتركه وحيدًا في أحزانه، بل قال له: "أنا معك، وأردك إلى تلك الأرض"..

أردك إلى أرض التوبة والنقاوة، والمصالحة مع الله.

واستطاع الرب أن يرد داود، وأن يغسله فيبيض أكثر من الثلج، وأن يرد له بهجة خلاصه (مز 51: 12).


وبنفس الوضع رد الرب شمشون بعد سقوطه..

ولعله بنفس الوضع أيضًا رد سليمان بن داود، الذي قال له عنه: "إن تعوج أؤدبه.. ولكن رحمتي لا تنزع منه، كما نزعتها من شاول" (2 صم 7: 14، 15).

لقد مَرَّ وقت على داود، ظن أنه لا خلاص..

وهكذا صرخ إلى الرب قائلًا: "يا رب لماذا كثر الذين يحزنونني؟ كثيرون قاموا عليّ كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه" (مز 3).\

ووسط هذه الأفكار التي يزرعها الشياطين، تبدو وعود الرب مملوءة رجاء "أنا معك، وأردك إلى هذه الأرض"..


هذه العبارة هي أقوى سلاح في التوبة والرجوع..

كثيرين أنهم يظنون بأنهم سيعودون إلى الله، بقوة إرادتهم، وبعزيمتهم، وبصدق عزمهم على الرجوع، دون أن يضعوا العامل الإلهي في قصة عودتهم إلى الله!!

كلا، صدقوني.. فلو كان الإنسان الخاطئ هو الذي يعيد نفسه إلى الله، ما عاد أحد..

إنما الإنسان يصرخ إلى الله: توبني فأتوب، خلصني فأخلص (أر 17: 14). والسيد المسيح يقول في وضوح "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو 15: 5).

إن النفس الميالة إلى الخطية، وكذلك الإرادة الضعيفة، وحروب الشياطين والمعطلات الروحية.. كل هذه تصد الإنسان، وتحاول منعه عن الرجوع إلى الله. ولكن نعمة الله تقف أمام هذه المعطلات. وصوت الرب يقول في حنو للخاطئ: "لا تخف. أنا معك. أحفظك.. وأردك إلى تلك الأرض".

أنا أردك إلى تلك الأرض، مهما بعدت أنت وضللت..

ومهما كان يبدو لك أو لغيرك، أن الخلاص بعيد عنك أو مستحيل، أو أن التوبة غير ممكنة..

أنا معك، عندما يحاربك الشيطان باليأس..

حينما يحاربك عدو الخير، ويقول لك: أن الخطية لم تعد مجرد عادة عندك، بل صارت طبيعة فيك. ولن تقدر على تركها. لقد صارت ملتصقة بك. أكثر من التصاق جلدك بلحمك. وصارت تسري فيك أكثر من سريان دمك في عروقك..!!

لا تخف منه ومن أفكاره، بل قل له في ثقة:

أنا لن أرجع إلى الله وحدي، أو بقوتي..

هو الله الذي سيردني إليه، الله الذي قال:

"أنا معك. وأحفظك. وأردك إلى تلك الأرض".

ما دام الله هو الذي يردني، إذن فغير المستطاع عند الناس، هو مستطاع عند الله (مر 10: 27).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من ردهم إلي أرض الأحياء بالتوبة
من اقوال مُعلم الأجيال قداسة البابا شنودة
معلم الأجيال البابا شنودة الثالث
من ردهم إلي أرض الأحياء بالتوبة
من ردهم إلى أرض الأحياء


الساعة الآن 08:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024