لقد أسهب قديسو الكنيسة في كل العصور في الكلام على أهمية حفظ صلوات الساعات في أوقاتها حتى يعيش المؤمن في حضرة الله بصفة دائمة ويحس بوجوده معه وبجانبه.
فقد قال القديس اكليمنضس الروماني (من رجال القرن الأول): يليق بنا أن نعمل حسب الوضع الذي أوجدنا الله فيه، فقد أمر بصلوات وخدمات تقدم له بغير إهمال في أوقات معينة وساعات محددة وبطريقة منتظمة.
وقال العلامة ترتليانوس (من رجال القرن الثاني):
إن حفظ ساعات معينة لا تكون بلا فائدة، صحيح أنه لا توجد أوامر بهذه الساعات, لكنها تركت كقواعد مقدسة -في أوقات معينة- لكي تشدنا من أعمالنا لكي نتذكر الله وهى إلزامية علينا.
وقال أيضًا القديس هيبوليتس الروماني (من رجال القرن الثاني):
إن كنت في المنزل وجاءت الساعة الثالثة فصليها كاملة، وإن كنت في موضع آخر وجاءت الساعة الثالثة فَصَلِّ في قلبك لله (أي صلوات قصيرة) وفكر في السيد المسيح حين بدأ آلامه الخلاصية.
صلي في الساعة السادسة، فإنه في تلك الساعة قد علق الرب على الصليب وصار ظلام ، وهي الغلبة والنصرة.
صلي التاسعة لأن فيها نزل الرب إلى الجحيم عندما أسلم الروح على الصليب وأخذ الأبرار الذين فيه وأدخلهم الفردوس. أنها صلاة الحرية والخلاص من أسر إبليس.
- في نصف الليل قم اغسل يديك وصلِّ وان كان لك زوجة فصليا معًا، لأنه في تلك الساعة تكون كل الخليقة ساكنة، أيضا الطغمات السماوية تخدمه مع أرواح الأبرار وكل الكواكب والنباتات تسبحه.
تذكر مثل العشر عذارى الذي قيل فيه "وفى نصف الليل صار صراخ هوذا العريس قد أقبل فقمن واخرجن للقائه (مت 25 : 6) وارفع عينيك وقل تعال أيها الرب يسوع.
هذه الأمور أيها المؤمنون إن كنتم تنفذونها وتشجعون على ممارستها فلا يمكن أن تجربوا أو تهلكوا إذ تضعون المسيح دائمًا أمامكم.
وللقديس باسيليوس أقوال مفصلة رائعة في هذا الموضوع يقول أما أوقات الصلوات فهي:
1- باكر: حسب المكتوب "سبقت عيناي وقت السَّحَر لأتلو في جميع أقوالك" (مز 119) ولئلا ندع هما يصعد على قلوبنا قبل أن نمجد الله ونتنعم بذكره كما قال المرنم، ذكرت الله وفرحت، ولئلا نعمل بأيدينا وجسدنا شيئًا قبل أن نبسط أيدينا أمام الله ونسجد له.
2- الساعة الثالثة: فلنجتمع للصلاة متذكرين موهبة الروح القدس التي حلت على التلاميذ وقت الساعة الثالثة، ونسأله نحن أيضًا أن يحل بروح قدسه فينا ويعلمنا ما فيه منفعتنا.
3- الساعة السادسة: يلزمنا الصلاة كالقديسين وكقول المرتل « عشية وباكر ووقت الظهر أتكلم وأقول فتسمع صوتي (مز 4: 17) لكي تخلص من العثرة ومن شيطان الظهيرة (مز 9: 6) وينبغي أن يقال هذا المزمور في هذا الوقت (هو فعلا من مزامير الساعة السادسة) وفي هذا الوقت أيضا نتذكر صلبوت الرب.
4 _ الساعة التاسعة: فلنصل فيها كالرسل لأنه قد كتب لنا في الأبركسيس``Pra[ic "أن بطرس ويوحنا لا صعدا إلى الهيكل وقت الساعة التاسعة الوقت الذي سلم فيه الرب يسوع روحه في يديّ الآب".
5 _ وآخر النهار (الغروب): فلنعترف للرب ونشكره من أجل الخيرات التي صنعها معنا في النهار، ومن أجل الأعمال التي قمنا بها، ولنسأل الله من أجل السقطات التي وقعنا فيها ليغفر لنا، التي فعلناها بمعرفة, والتي فعلناها بغير معرفة, إن كان بالقلب أو باللسان أو بالفكر أو بالعمل، لأنه جيد أن نذكر غلطاتنا لكي لا نسقط فيها مرة أخرى، ومن أجل هذا قال داود النبي "الذي تقولونه في قلوبكم اندموا عليه في مضاجعكم (مز 4).
6_ وأول الليل (النوم): يلزمنا أن نسأل الله أن يحفظنا فيه وأن تكون راحة النوم لنا بغير عثرة وأن نخلص من خيالات الشياطين.
7- ونصف الليل: يلزمنا أن نصلى فيه كما كتب عن بولس وسيلا لتعليمنا أنهما كانا في نصف الليل يصليان ويسبحان الله (أع 16:25) والمرتل قال "في نصف الليل كنت أستيقظ وأسبحك على أحكام عدلك (مز 119).
ويبغى ألا نقول في كل مرة من هذه المرات ما نقوله في الأخرى، لأن النفس بهذا تمل وتقلق، بل ينبغي أن نغير المزامير والقراءة في كل مرة، ونقول في كل وقت ما يليق به، فبهذا تكون شهوة النفس ثابتة وتتيقظ وتَتَجَدَّد وتَسْتَمِع بتأمل لما يُتْلَى.
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن الصلاة بالمزامير "إن الصلاة بالمزامير تجعل الأرض سماء والبشر ملائكة وتزين الحياة بأسرها وتنمى الأولاد بالتأديب وتدعو الشبان إلى العقل الرصين وتهب العذارى العفة وتمنح الشيوخ التحفظ وتدعو الخطاة إلى التوبة".