رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عند القديس باسيليوس الكبير - القمص تادرس يعقوب ملطي
لماذا الزواج من القديس يوسف؟ ربما يتساءل البعض: مادام النبي إشعياء تنبَّأ قائلًا: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا" (إش 7: 14)، فلماذا خُطِبَت ليوسف؟ بل ويقول له الملاك في حلمٍ: "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك" (مت 1: 20)؟ نحن نَعْلَم أن الخطوبة عند اليهود قديمًا تُعتبَر شِبْه زواج، دون وجود علاقات جسدية. ويذكر القديس باسيليوس في عظته "عن التواضع" عن القدِّيس يوسف أنه "قرينها" أو "زوجها"؟ وفي عظته "عن الميلاد المقدس للمسيح" يتحدَّث القديس باسيليوس الكبير عن القدِّيس يوسف النجار بكونه رجلها، مع تأكيد عدم وجود علاقات جسدية. برر ذلك بالإشارة إلى البراهين المعروفة التي اقتبسها من كتابات العلامة أوريجينوس. يُقَدِّم القديس باسيليوس المُبَرِّرات التالية لدعوة يوسف رجلها: 1. من أجل حمايتها من إبليس مُبغِض البتولية 2. من أجل تقديس الزواج 3. من أجل حراسة البتول من الافتراءات الباطلة 1. من أجل حمايتها من إبليس مُبغِض البتولية يرى القديس باسيليوس أن عدو الخير إبليس أدرك أن المسيَّا المُخَلِّص يُولَد من عذراء كما جاء في نبوة إشعياء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وأنه سيُحَطِّم مملكة الظلمة وكل قواتها. لذا كلما أدرك أن فتاة في جدية تُصَمِّم على حياة البتولية، يُقاوِمها ليُدَمِّرها. من أجل هذا سمح الله لها بالخطوبة، وكانت كمن هي في طريق الزواج، مما أَرْبَك عدو الخير، وظن أنه لا تنطبق عليها النبوة، فلم يُقاوِمها. اقتبس القديس باسيليوس الكبير هذا الفكر عن العلامة أوريجينوس[12] نقلًا عن القدّيس أغناطيوس[13]؛ وهو أن وجود يوسف يُشَكِّك الشيطان في أمر المولود، ويُرْبِكه من جهة التجسُّد الإلهي. * الزواج بيوسف سبق أن وُضِعَ في الخطة على أن تَبْقَى بتولية مريم مخفية عن رئيس هذا العالم. فقد تبنَّت البتول الشكليات الخارجية للزواج، غالبًا لكي ما تُرْبِك الشرير (إبليس) الذي كان على الدوام يفترس العذارى، حتى بعد سماعه إعلان النبي: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا" (إش 7: 14). بهذا الزواج إذن خُدِعَ مُجَرِّب البتولية، إذ عرف أن مجيء الرب في الجسد يتبعه تحطيم مملكته"[14]. القديس باسيليوس الكبير 2. من أجل تقديس الزواج ديا السبب الثاني لارتباط القديسة مريم بشخص يوسف كخطيبٍ لها ويعيشا معًا وهما يحفظان بتوليتهما، لكن في علاقة ودٍّ أُسري مثالي، أن يُولَد مُخَلِّص العالم من بتولٍ لتأكيد لاهوته، وفي نفس الوقت في أسرة مثالية. بهذا تُكرَّم البتولية، ولا يستخفّ أحد بالحياة الأسرية والزوجية. رَكَّز القديس باسيليوس على الدوافع التي تتَّسِم بالجوانب الأخلاقية. لقد أراد قبل كل شيءٍ أن يؤكد سمة الزواج المسيحي التقوية. * العذراء التي قُدِّمَت للزواج من رجلٍ، وُجِدَت أهلًا أن تخدم (التجسد) حتى تُكرَم البتولية، ولا يُحتقَر الزواج، لأن البتولية قد أُختيرت لتكون جديرة بالتقديس، ولكن بالخطوبة صارت وصايا الزواج أيضًا محتواه (وليست مُستبعدة)[15]. القديس باسيليوس الكبير 3. من أجل حراسة البتول من الافتراءات الباطلة غاية الزواج أن يُحَقِّق نوعًا من حماية البتول أُم ربنا يسوع من الافتراءات الباطلة. وقد أخذ ذلك عن مُعَلِّمه العلامة أوريجينوس القائل بأن وجود الخاطب أو رجل مريم ينزع كل شكٍ من جهتها عندما تظهر علامات الحمل عليها[16]. * وجدت مريم في يوسف زوجًا وحارسًا لحياتها، حتى يكون شاهدًا ذاك الذي يعرف طهارتها، ولا يجد المفترون ذريعة لاتهامها بأنها أفسدت بتوليتها[17]. |
|