رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس باسيليوس الكبير - القمص تادرس يعقوب ملطي
بتولية القديسة مريم تحقَّق عمل معجزي فائق، إذ بقيت دائمة البتولية، وفي نفس الوقت أمًا حقيقية. يُقَدِّم لنا القديس باسيليوس بتولية القدِّيسة على مرحلتين متميِّزتين تمامًا: بتوليتها حتى لحظة ميلاد السيد المسيح، وبتوليتها الدائمة حتى بعد ميلاده. كانت القديسة مريم في نيَّتها أن تعيش بتولًا حتى في زواجها. كانت قادرة أن تُمارِس العلاقات الزوجية (أي المحبة الأسرية) مع حفظها للبتولية. بهذا ظهرت كنموذجٍ كاملٍ للانفتاح على عمل الروح القدس. * حيث كانت البشرية في ذلك الوقت ليس لديها ما يُعادِل طهارة مريم، لكي ما تتكيَّف مع عمل الروح القدس، بل كانت بالكامل محصورة بالزواج، لذلك أُختيرت العذراء المُطوَّبة، إذ كانت بتوليتها غير مشوبة نهائيًا بزواجٍ[10]. لقد دافع القديس باسيليوس الكبير عن دوام بتولية القديسة مريم بغير تردُّد. * قيل: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" (مت 1: 25). هذا يجعل أنه يمكن لأحدٍ أن يفترض أن مريم قَدَّمت كل طهارتها لخدمة ميلاد الرب بتدخُّل الروح القدس. هذا لن يؤثر على تعليم عقيدتنا نهائيًا، لأن بتولية مريم كانت ضرورية لخدمة التجسد، وأن ما حدث بعد ذلك لا يحتاج إلى بحث لإبراز تعليم السرّ. لكن حيث أن مُحِبِّي المسيح (أي المؤمنين) لا يسمحون لأنفسهم أن يسمعوا عن والدة الإله تتوقَّف إلى لحظة عن كونها بتول، نحسب شهادتهم هذه كافية[11]. القديس باسيليوس الكبير |
|