|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لَهُما: ((ولِمَ بَحثتُما عَنِّي؟ أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي ؟)) تشير عبارة "ولِمَ بَحثتُما عَنِّي؟" إلى عتاب يسوع لوالديه على صعيد الالتزام اللاهوتي والرسولي، حيث أن التزامه يقتضي منه التحرر من روابطه الاجتماعية. ويرى علماء التربية وعلم النفس أن كلمات يسوع بمثابة ثورة جديدة في عالم الطفولة. أمَّا عبارة " أَلم تَعلَما " فتشير إلى إجابة يسوع التي تعبر عن دهشته. هناك شيء ما عن يسوع كان مجهولا لدى أبويه، فتعجب عن عدم معرفتهما. ومن الغريب أن أبويه لم يفهما مهنا كلامه (لوقا 2: 50). أمَّا عبارة " يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي؟" فتشير إلى الكلمات الأولى الّتي ينطق بها يسوع في بشارة إنجيل لوقا، بل والوحيدة على مدى فترة الثلاثين سنة وبها يدرك يسوع لدوره بصفته ابن الله، ورسالته أن يتمم مشيئة أبيه، الآب السماوي. فكان انشغاله دائما بما لأبيه ولم يكن يشغله شيء آخر. وهذا ما كان ينبغي لأبويه أن يعلماه. ويعلق القديس كيرلس الكبير " يشير المسيح هنا إلى أبيه الحقيقي ويكشف عن ألوهيَّته. هنا يذكر لأوّل مرّة علانية من هو أباه الحقيقيّ، ويُعلن عن لاهوته هو نفسه، وعلمّ مريم أنَّها قد صارت أداة للتدبير بولادته بالجسد، ولكنّه بالطبيعة والحقيقة هو إله وابن الآب الذي في السماء". ومن الأهمّية بمكان أن يسوع سيذكر الآب مرة أخرى في ساعات حياته الأخيرة، ليسلّم نفسه إليه كلّياً، على الصليب، بثقة وطاعة كاملتين فصاحَ يسوعُ بِأَعلى صَوتِه قال: ((يا أَبَتِ، في يَدَيكَ أَجعَلُ رُوحي!"(لوقا ٢٣: ٤٦). إنّ الآب، إذاً، مشمول في كلّ بشارة لوقا. أمَّا عبارة " عِندَ أَبي " فتشير إلى أول كلمة تفوه بها يسوع في إنجيل لوقا حيث يثبت بها هويته الشخصيّة ورسالته ومعنى حياته " طَعامي أَن أَعمَلَ بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني وأَن أُتِمَّ عَمَلَه " (يوحنا 4: 34). ويذكر يسوع أبيه مرة أخرى في ساعات حياته الأخيرة، ليسلّم نفسه إليه كلّياً، على الصليب، بثقة وطاعة كاملتين " يا أَبَتِ، في يَدَيكَ أَجعَلُ رُوحي! " (لوقا 23: 46). هناك مكان وحيد يستقرّ يسوع فيه، وهو الآب، وقد حسب بيت الله بيت أبيه كما قل قالَ لِباعَةِ الحَمام: " اِرفَعوا هذا مِن ههُنا، ولا تَجعَلوا مِن بَيتِ أَبي بَيتَ تِجارَة"(يوحنا 2: 16). فكان أبوه السماوي محور حياته وأعماله، ومع ذلك فكان طائعا لوالديه (لوقا 2: 15)، كونه هو إله وإنسان معاً.لأن طاعة الآب السماوي لا تمرّ إلا عن طريق الطاعة للولدين كما يقول المثل الشعبي " رضى الله من رضى الولدين". علم أن يوسف انه ليس أبيه وان أباه هو الله وانه أتى من السماء. وقد كان يوسف أبًا له حسب الشريعة من أجل التبنِّي، وكانت مريم أُمَّه حسب الجسد، لكنه يعلن أنه ابن الله الآب! |
|