رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَوجداهُ بَعدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ في الـهَيكَل، جالِساً بَينَ المُعَلِّمين، يَستَمِعُ إِلَيهم ويسأَلُهم. تشير عبارة "ثَلاثَةِ أَيَّامٍ" إلى يوم في الذهاب ويوم في العودة، وبقي مريم ويوسف يومًا كاملًا آخر يسألان عنه بين الرجال والنساء. وهذه الأيام الثلاثة تدل على غياب يسوع ثلاثة أيام في الموت قبل أن يجده تلاميذه. أمَّا عبارة "في الـهَيكَل" فتشير إلى فناء النساء حيث اعتاد علماء اليهود أن يعلِّموا الناس مجاناً ويفسِّروا الشريعة ويتباحثون في المسائل الدينية. أمَّا عبارة" بَينَ المُعَلِّمين " فتشير إلى علماء الشريعة من الفريسيين والكتبة الذين كانوا يُعلمون الناس مجانا في أروقة النساء في الهيكل، في حلقات من الصباح حتى وقت التقدمة المسائية للرد على التساؤلات والاستفسارات والتباحث في المسائل الدينية. وكان المعلمون يجلسون على كرسي موسى كأنهم خلفاؤه (متى 23: 2) ويجلس تلاميذهم عند أقدامهم (أعمال الرسل 22: 3). وكانت هذه عادة لهم حسب ما ذكره التلمود. وها ما سيفعله يسوع فيما بعد؛ ويعلق العلامة أوريجانوس "ابحث عن يسوع في هيكل الله. اِبحث عنه في الكنيسة. اِبحث عنه عند المعلِّمين الذين لا يبرحون الهيكل. اِبحث عنه هناك فستجده. إننا نجد يسوع عند المعلِّمين الحقيقيِّين كقول لوقا البشير...". أمَّا عبارة "يَستَمِعُ إِلَيهم ويسأَلُهم " فتشير إلى أسلوب التعليم الذي كان يتَّخذ غالبا على شكل حوار. فكان التلميذ يسأل عما يجهل، والمعلم يسأل لمعرفة ما مدى معرفة التلميذ كي ينبي كلامه على هذه المعرفة. أمَّا عبارة " يَستَمِعُ إِلَيهم فتشير إلى الموقف الأساسي لكل ابن، وهو بداية كل حكمة، وهذا علامة على النضوج. أمَّا عبارة "يسأَلُهم " فتشير إلى موقف يسوع الذي يبحث، ويريد أن يعرف. لا يدَّعي معرفة كل شيء بالفعل، ولا يعتبر كل شيء أمرا مسلما به. وهذا أيضا علامة نضوج. ومما لا شك فيه كان موضوع النقاش هو "المسيح الآتي "كانَ الشُّعبُ يَنتَظِر، وكُلٌّ يَسأَلُ نَفسَه عن يوحَنَّا هل هو الـمَسيح " (لوقا 3: 15) وطبيعة مملكته وتفسير النبوءات المتعلقة به، أو يمكن تصور أن الحوار دار حول معاني الفصح. فعلماء الشريعة يستغلون هذه المواسم لشرح معانيها للشعب. وربما أظهر الصبي يسوع المعاني المخفية في رموز الفصح حيث أنها تدور حول المسيح المخلص حمل الله الذي يرفع خطية العالم (أي هو نفسه). |
|