رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القداسة والانفصال «وَتكُونونَ لِي قِدِّيسِينَ لأَني قُدُّوسٌ أَنا الرَّبُّ» ( لاويين 20: 26 ) تأتي كلمة ”مُقدّس“ من أصل يعني ”قطع“ أو ”فصل“ وتعني ”انفصل“، ”تميَّز“، ”اختلف“. وفي العهد القديم، فصل الله شعب إسرائيل ليكون «أُمَّةً مُقدَّسَةً» ( خر 19: 6 ). وهذا لم يكن يعني أن سلوكهم مُقدَّس، أو أنهم كانوا بالوراثة أكثر استقامة من الآخرين الذين لم ينفصلوا. لكن الله أسماهم «أُمَّةً مُقدَّسَةً» لأنه فصلهم عن الشعوب الأخرى، وبهذا التميُّز والامتياز أتى لزوم أن يعيشوا حياة مقدسة. ولم ينفصل فقط شعب إسرائيل بواسطة الرب، بل أيضًا انفصلوا للرب. قال الله لشعبه: «وتكونونَ لِي قدِّيسينَ لأَنِّي قدُّوسٌ أَنا الرَّبُّ. وقد ميَّزتكُم مِنَ الشعوبِ لتكونوا لِي» ( لا 20: 26 ). والمفهوم الكتابي للقداسة يحمل معه إحساس الانتماء لله، كما تحمله كلمات الأُم: ”هؤلاء هم أولادي“. في العهد الجديد، فصل الله كيان جديد يتكوَّن من اليهود والأُمم على حد سواء. وأسمَاه الكنيسة. والكلمة اليونانية ”إكليزيا“ تعني ”جماعة مدعوة للخروج“. فالكنيسة ليست مبنى، وبالطبع ليست مؤسسة؛ إنها جسد مكوَّن من المؤمنين المدعوين للخروج من هذا العالم والانفصال لأغراض الرب المقدسة. أتذكَّر طفولتي عندما اكتشفت للمرة الأولى مفهوم ”الانفصال“ للرب وبالرب. أسس والداي في عائلتهما ما شعرا أنها ممارسات وحدود حكيمة مُعتمدين على فهمهم لقلب الله وطرقه. في بعض الأوقات، كنا نتذمر: ”لكن كل الناس الآخرين ...!“. وكان رد والديَّ يتلخص في هذه الكلمات: ”أنتم لا تخصون كل الناس الآخرين – أنتم تخصون الله“. أقنعانا أن هناك أمرًا فعلاً مُميزًا في الانفصال لله، عنه في الانضغاط في قالب العالم. وتعلَّمت مبكرًا هذا الأمر، أن الانفصال ليس عقابًا، إنه ليس محاولة من الله لمنعنا عن أمور، أو تكديرنا ليكون نمط حياتنا خاليًا من البهجة والفرح. بل هو امتياز أغلى من أن يُقَدَّر بثمن؛ إنه دعوة لأمور غالية: للانتماء، للتعلُّق، للدخول في علاقة حُبية حميمة مع الله نفسه، علاقة تُشبه بالأكثر إعلان العريس عن عزمه على تخصيص امرأته الحبيبة له دون سائر نساء العالم. ولأن يكون لنا مكان في خطة الله العظيمة السـرمدية لهذا الكون. ولكي ما نختبر الأفراح الرائعة والأغراض المُتميزة التي لأجلها خُلقنا. وأيضًا لكي نتحرَّر من كل ما يُدَمِّر سعادتنا الحقيقية. . |
|