منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 12 - 2021, 04:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

الصوم في مفهومنا المسيحي، الأرثوذكسي




موضوع العطاء مهم جدا على صعيدنا الشخصي. يجب أن ينتبه كل شخص منّا كيف عليه ان يحرم نفسه من شيء من أجل أن يعطيه للآخر، ولو كان لدينا زيادة. عندنا كثير؟ نعطي كثيرًا! ومع ذلك يجب أن ندرّب أنفسنا على أن نحرم أنفسنا من شيءٍ ما لنعطيه للآخر لأن ذلك يفيدنا نحن، يحرّرنا من الداخل، من كل الرباطات التي نحن متعلّقون بها. وهذه خبرة مهمة جدا. وفي الصوم عندنا مجال مهمّ ومساعد جدا حتى نعيشها. الصوم في مفهومنا المسيحي، الأرثوذكسي على الأقل، ليس هو استبدال نوع طعام بنوع آخر فقط –هو هكذا، ولكن ليس فقط هكذا لئلا يصبح مجرد ريجيم–. هو استبدال نوع طعام عالي السعرات الحرارية، غالٍ، مُكلف، يستغرق تحضيره وقتًا أطول… بطعام سعراته الحرارية أقل، حتى يبقى جسدنا نشيطًا ويقظًا من أجل الصلاة، رخيص حتى نقدر أن نوفّر ثمن الطعام الغالي ونضعه للفقير، وفي الوقت نفسه لايأخذ تحضيره وقتا طويلا حتى يكون عندنا وقتٌ لأعمال الخير والمحبة والصلاة التي نُكثّفها أكثر خلال الصوم. اذًا بواسطة الطعام نحن نصوم، ولكن لا نصوم فقط بالطعام. من هنا أن مناخ الصوم يفترض أن نعيش ببساطة، أن نعيش بشيء من التقشّف، كل إنسان حسب مستواه وحسب مكانته وحسب وظيفته وحسب عمله وحسب موقعه في العائلة. هناك شيء من التقشّف أرسمه أنا لِذاتي في الصوم. هذا التقشف يساعدني على أن أُعطي من راحتي ومن إعوازي للآخر حتى أَتحرر، وفي الوقت نفسه حتى آخذ بركة أكبر. ولذلك، فالذي يقود السيارة كثيرًا ويذهب “مشاوير” كثيرة، يخفّف “مشاويره”. السيدة التي تضع “ماكياج” كثيرًا، تُخفّف من “ماكياجها”. مَن يقصد السينما كثيرًا، يخفّف من السينما. هناك مناخ صياميّ هو رياضة روحيّة لمدّة 40 / 50 يومًا. وهذه الرياضة الروحيّة يجب أن أَعيشها في جوّها الكامل. لا أعيشها كما أَعيش باقي الأيام، وإلاّ أَخسر الصوم كليًّا، وأَخسر مفعوله، ولا أتمتّع بمناخه أو أستفيد منه، بل يقتصر على مجرّد استبدال طعام بطعام. ولكي نتندّر قليلاً، أروي لكم هذا: تعلمون أن ثمار البحر مسموح تناوُلُها في الصوم لأن ليس فيها دم على ما يقولون في قانون الكنيسة. يقول البعض: طالما أننا لا نقدر أن نأكل لحمًا، فلسوف تأكل قريدسًا. هؤلاء يضربون الصوم في قلبه!
تراث الكنيسة في العطاء، وخصوصًا في فترة الصوم، تراث قديم جدا من القرن الأول.




حديث للمطران سابا (إسبر)، مطران بُصرى حوران وجبل العرب والجولان
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الشفاعة في مفهومنا الأرثوذكسي لا تحمل أية عبادة للقديسين
إن إيمان أثناسيوس هو الإيمان المسيحى الأرثوذكسى الصحيح
الخلاص في المفهوم المسيحي الأرثوذكسي † عظه للبابا شنوده الثالث † 1987
مفهومنا للأسرار الكنسية
الصوم الأرثوذكسي الحي – الصوم كخبرة وحياة


الساعة الآن 10:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024