كان لابد أن النسر يتحرك ويبادر هو بتغيير الوضع، ويفعل ما لم تكن تتخيله فراخه على الإطلاق ولم يكن في حسبانها. كان لابد أنه هو بنفسه يهز هذا العش الجميل الرائع وسط دهشة وحيرة الفراخ. فليس هناك وسيلة أخرى غير ذلك لتتبدل حال فراخه إلى الأفضل والأحسن، وبغير ذلك ستظل في حالة الطفولة ولن يتحقق لها النضوج.
إن أفراخ النسر هنا تذكرنا بكلمات الرب عن موآب والذي كان يُفضل الراحة والاسترخاء وإن كان في سبيل ذلك لا يتخلص مما فيه من نقائص وعيوب «مستريح موآب منذ صباه، وهو مستقر على دُرديّه، ولم يُفرَغ من إناء إلى إناء، ولم يذهب إلى السبي. لذلك بقي طعمه فيه، ورائحته لم تتغير» (إر48: 11).