رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع الناصري ملك اليهود وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب. وكان مكتوباً: يسوع الناصري ملك اليهود .... وكان مكتوباً بالعبرانية واليونانية واللاتينية ( يو 19: 19 ،20) في بعض الأقطار تُمارس إلى يومنا هذا عادة وصف جريمة المحكوم عليه وإشهارها علناً عند مكان التنفيذ، أو تعليق ملخص الجريمة ووضعها على جهاز التنفيذ، وهي عادة رومانية ( مت 27: 37 ). وبيلاطس أراد أن ينتهز الفرصة ويرُّد لليهود كيدهم له بأن يضع قطرات مُرة في كأس انتصارهم، فكتب عنوان الصليب هكذا "هذا هو يسوع ملك اليهود". وكأنه أراد أن يقول: هذا هو مصير أي ملك يهودي، وهذا ما يفعله الرومان به، إن ملك هذه الأمة ليس إلا عبداً مُذنباً. وإن كان هذا هو مصير الملك، فماذا يكون مصير الشعب؟ غضب اليهود لهذا العنوان وأرسلوا رُسلاً إلى بيلاطس يسألونه أن يغيِّر الكتابة، فسخر منهم ومن طلبتهم وطردهم في كبرياء، وهو يقول: "ما كَتَبْتُ قد كَتَبْتُ". ومع ذلك، إن كانت الكتابة في تقدير بيلاطس مجرد وخزة وجّهها إلى أعدائه إلا أنها في تقدير الله كانت ذات معنى عميق جداً. لقد قال بيلاطس: "ما كتبت قد كتبت"، لكنه لو دري لقال: ما كتبت قد كتبه الله، لأن قلمه كان مسوقاً بيد علوية ليسطر العبارة "هذا هو يسوع ملك اليهود" ( مت 27: 37 ). ومما زاد في معنى الكتابة أنها كانت مكتوبة بالعبرانية واليونانية واللاتينية. لقد أراد بيلاطس أن يبالغ في إهانة رؤساء اليهود بأن أراد أن يقرأ العنوان جميع الغرباء الذين قدموا إلى أورشليم في العيد، لكن العناية الإلهية أرادت شيئاً آخر، فإن هذه هي الثلاث اللغات العُظمى في العالم حينئذ وفيها تتمثل حضارات عريقة. فإن العبرانية كانت هي لغة الدين، واللاتينية كانت لغة الحكم والقانون، واليونانية هي لغة الثقافة. ويسوع المسيح استُعلن ملكاً فيها جميعاً، وعلى رأسه تيجان كثيرة، هو ملك دوائر الدين، ملك الخلاص والقداسة والمحبة، وهو ملك في محيط الثقافة، بين يديه كنوز الفن والشعر والأدب والفلسفة، وجميعها تنسكب سكيباً عند قدميه. وهو ملك في مجال السياسة، ملك الملوك ورب الأرباب. صحيح نحن لا نرى الكل بعد مُخضعاً له، لكن في كل يوم نرى كل أولئك يخدمون مقاصده. واسم يسوع يطوف كل الأرجاء. البعض يتعلمون النطق به، والبعض على استعداد لأن يموتوا لأجله. وهكذا نبوة بيلاطس التي نطق بها بدون وعي ما زالت تتحقق. |
|