رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما أرسل نوح الغراب من الفلك بعد الطوفان، يذكر الكتاب أنه: «خرج متردداً» (تك8: 7). وهذه صفة أخرى للغراب، التردد .. إنه لا يستقر في مكان محدد، بل سريع التنقل من مكان إلى آخر. وكأنه لا يعرف ماذا يريد بالضبط. إن أمامه كم رهيب من «الجيف»، تلك التي يهواها ويجد سروره فيها، إلا أننا نجده ينتقل من واحدة إلى أخرى، رغم أنها لا تفترق كثيراً عن بعض؟! وهذا ما يتصف به أيضاً الإنسان البعيد عن الله: «رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه » (يع1: 8). مسكين الإنسان عندما ينحرف عن الله ويُحاول أن يجد استقراره بالانفصال عنه .. عبثاً يُحاول، وهيهات أن يحصل على راحة البال والاستقرار الذي يبتغيه .. إنه يسري عليه قضاء الرب الذي قاله لقايين: «تائهاً وهارباً تكون في الأرض» (تك 12:4). نعم، «تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر» (مز4:16). وسيظل الإنسان هكذا إلى أن تُختم حياته في تيه وضلال أبدي، ويتم فيهم قول يهوذا: «أمواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم. نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام إلى الأبد» (يه13). ولكن كم نشكر الرب جداً، وقد هدى خطواتنا إلى طريق السلام، وعرفناه كالراعي الصالح، الذي يعرف أن يضمنا إليه، حيث يُربضنا .. ليس أمام جيف، بل في مراعٍ خضر .. ويوردنا، ليس إلى مياه القضاء والدينونة، بل إلى مياه الراحة. وبذلك لنا أن نردد مع داود: «بسلامة اضطجع بل أيضاً أنام، لأنك أنت يا رب منفردا في طمأنينة تُسَكِّنني» (مز8:4). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رقم 40 عندما أرسل موسى الجواسيس في الكتاب المقدس |
الغراب وشكله في الكتاب المقدس |
موقف الرب من الغراب في الكتاب المقدس |
الغراب والحمامة في الكتاب المقدس |
أين ذكر الغراب فى الكتاب المقدس؟ |