رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سعى الرب لخلاص المرأة السامرية.
سار من أجلها مسافة طويلة، وهو متعب وجوعان وعطشان، لدرجة أن الكتاب يقول عنه " وإذ كان قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر وكان وقت الساعة السادسة" (يو 4: 6). ولعل أحدهم يسأل: ولماذا هذا التعب كله؟! إنها امرأة خاطئة وفاسدة. ولكن الرب يجيب: ولكنها ابنتي. وقد جئت لأدعو الخطاة وليس الأبرار إلى التوبة. ولما دعاه تلاميذه إلى الطعام، قال لهم "لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم.. أطعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني" (يو 4: 32، 34). طعامي هو هذه النفس، التي أتغذى بخلاصها. بخلاصها اشبع وارتوى وأستريح. ذلك لأنه في انشغاله بخلاص هذه المرأة أهمل الأكل وهو جوعان، وأهمل الشرب وهو عطشان. ولم يهتم براحته وهو مرهق ومتعب. كان كل تفكيره هو كيف يخلص هذه المرأة، وكيف يخلص السامرة.. هذه هي الغيرة الحقيقية على خلاص النفس. إن المسيحية لم تركز اهتمامها على الجماهير فحسب، وإنما اهتمت أيضًا بكل نفس على حده. فالمحبة لا تسمح أن يتوه الفرد وسط زحمة الجماهير. بل كل إنسان يشعر أن الله يهتم به اهتمامًا خاصا، والكنيسة تهتم به اهتمامًا خاصًا |
|