سأل مرة الرب شعبه قائلاً: «هل يُغير الكوشي جلده أو النمر رقطه؟» (إر23:13). الإجابة لا يستطيع أحد من البشر أن يفعل ذلك. فمن يستطيع أن يُغيِّر الطبيعة الفاسدة المتأصلة في الكيان من الداخل. وهذا ما أدركه أيوب فقال للرب: «ولو اغتسلت في الثلج، ونظَّفت يدي بالإشنان، فإنك في النقع تغمسني، حتى تكرهني ثيابي» (أي9: 30، 31). بل هذا ما يُعلنه أيضاً الرب لإرميا: «فانك وإن اغتسلت بنطرون، وأكثرت لنفسك الأُشنان، فقد نقش إثمك أمامي، يقول السيد الرب» (إر2 : 22).
لكن شكراً للرب الذي قال: «غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله» (لو18 : 27). فالذي جعل الغراب يُحضِر الطعام لإيليا، هو وحده القادر أن يمنح طبيعة جديدة، تختلف تماماً عن الطبيعة القديمة (2كو5 : 17). فبعد أن كانت تحكمنا أهواء وشهوات رديئة، صارت لنا دوافع مقدسة، ترغب في كل ما هو روحي وإلهي، وهذا ما يُشير إليه الرسول يوحنا بالقول: «المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح» (يو3 : 6).