مادة فلك نوح "اصنع لنفسك فلكًا من خشب جفرٍ" [14]، ربما يعني خشب السرو، وقد جاء في الترجمة السبعينية: "من عرائض مربعة"، وكما يقول القديس أغسطينوس: [إنه يشير إلى الكنيسة(171)، أو إلى حياة القديسين الثابتة والراسخة فإن العرائض المربعة أينما حركتها تبقي واقفة(172)].
يقول القديس أمبروسيوس: [إنكم ترون الماء والخشبة والحمامة، فهل تقفون أمام السر حيارى؟ فالماء هو الذي يُغمر فيه الجسد لكي تغسل فيه كل خطية جسدية، ويُدفن فيه كل شر، والخشبة هي التي عُلق عليها الرب عندما تألم لأجلنا، والحمامة هي التي نزل الروح القدس علي هيئتها كما قرأتم في العهد الجديد، ذاك الذي يهبكم سلام النفس وهدوء الفكر، والغراب هو رمز الخطيئة التي تذهب ولا ترجع، إذ حفظ فيكم البر في الداخل والخارج(173)].
ويري العلامة أوريجانوس(174) في العرائض الخشبية المربعة التي تحمل شكلًا منتظمًا بزوايا قائمة إشارة إلي الأنبياء والرسل، خلالها تُقام مكتبة العلم الإلهي في النفس، إذ يري في الفلك رمزًا للدخول إلى أسرار معرفة الله وعلمه خلال كلمته الإلهية.