المسحوقون هم الّذين لا يستطيعون أن يؤذوا أحدًا، لأنّ نفوسهم لا تُضمر شرًّا!. وإن آذوا، متى آذوا، فلأنّهم عفويّون ولا يعلمون!. ومتى صحوا إلى أنّ ثمّة مَن يتألّم بسببهم، لأنّهم جرحوه، على غير دراية منهم، بكوا بكاء مرًّا!. لا يفهمون أحابيل الخطيئة!. ورغم ذلك فيهم التواء!. أطفال فقدوا البراءة في المسرى لأنّ الحيّة لدغتهم، ولكنّهم أطفال!. باقون أطفالاً!. في خضم الألم، يستفيق الحقّ فيهم!. يَفيضون حبًّا يغسل كياناتهم المأزومة!. يعكسون، إذ ذاك، نورًا في ظلمةِ طبيعتهم السّاقطة!. يعانون السّقوط، طبعًا؛ مع ذلك، فيهم تشوّف إلى اللَّطَف، إلى الأصالة، إلى ربّهم!. لا يعرفون الخباثة!. بالأكثر سذّج!. غيرهم يستغبيهم، وهم على ولودة!. يلهون كصغار القطط!. يقلبون الدّنيا، يَجرحون ويُحرِجون وما يعلمون!. .
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان