الودعاء صُنعُ ربِّهم!. سحْقًا يسحق كبرياءهم بالشّياطين، بالنّاس، بقوى هذا الدّهر!. استيقِظْ، أيوبُ، وقمْ من بين الأموات ليضيء لك المسيح!. هذا المرتجى!. لهذا بُرِئْتَ!. لا هَمَّ خطاياك!. خطاياك لإذلالك بعدما استكبرتَ بإيحاءات تأليه ذاتك، بالحيّة ونظيرها!. لا علاقة لخطاياك بأخلاقك!. الخطايا أخلاق وانعدام أخلاق!. الأمران سيّان ما دمت إلى نفسك وما انعطفت صوب ربّك بالرّوح والحقّ!. الشّعوب كلّها تصطنع أخلاقيّاتها!. ربّك فوق الأخلاق، أو ما تحسبه أخلاقًا!. الأخلاق، عند ربّك، من الخَلْق!. فإن تعاطيت ربَّك خالقًا، وذاتَك ترابًا ورمادًا، تخالقت، أي تفاعلت، ومبدعك خالقًا، وبتّ إليه وهو إليك، وسموت به إليه!. الخلْقُ كلّهم مدعوّون!. الجميع أخطأوا!. جئتُ لأدعو خطأة!. الودعاء هم القائمون في سكون ربّهم، السّاكنُ ربُّهم فيهم!. الهادئون بطبعهم ليسوا ودعاء!. لا يصنع المزاج وداعة!. متى بلغ المرء حدود الصّمت بإزاء الإله الكلمة، إذ ذاك ودع واستودع ربَّه روحَه، فالصّمتُ أبلغ الكلمة، ولغة الدّهر الآتي، منذ الآن!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان