هذا سرّ حضرة الله، سرّ إفراغه لذاته!. حين أكون ضعيفًا إذ ذاك أكون قويًّا!. هذه، عند النّاس، عثرة وجهالة، لأنّ شيمتَهم استمدادُ قوّتِهم من ذواتهم!. أمّا أنا فقوّتي من عند الرّبّ الّذي صنع السّماء والأرض!. التّوبة هي هذه: على كلمتك أُلقي شبكتي!. على كلمتك!. لأنّي أُسْلِم بما تقول!. لأنّي أريد وأسألك أن تعين عدم إيماني!. لأنّك تعينني وتؤمِّنني، منّةً منك، لأنّك تحبّني!. مِن ذا يأتي التّغييرُ!. أتكلّم بما تهبني!. أقول قولتي وأنت القولة!. أعرف أنّك أنت المتكلِّم!. أجدني متيقِّنًا من أنّ الكلمة منك!. يقيني أنت، وأنا توما!. أصرخ ضعفي في قوّتك!. في جنبِك!. وأحدّث، عنك، أنّك أنت إلهي، وأنا تراب ورماد!. كنتُ قد سمعتُك سَمْعَ الأذن، أمّا الآن فعيني قد رأتك (أيّوب)!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان