أريد هنا أن أتوقف قليلاً، فنحن كمؤمنين لن ننغمس في الشر دفعة واحدة، بل يحدث ذلك معنا تدريجيًا، وأقول أن الشيطان يعلم ذلك جيدًا، فهو لا يعرض علينا بضاعته الفاسدة بصورة سافرة، بل يلوِّح بها إلينا من بعيد، مجمِّلاً إياها، وإذ ننخدع وننجذب إليها، نجد أنفسنا وقد تلوثت حياتنا بكل ما هو نجس ودنس!
من أجل ذلك نجد الرب وهو يتكلم مع شعبه القديم عن عيد الفطير، والذي يستمر سبعة أيام، والتي تُمثل دورة الحياة، أي ما ينبغي أن يكون عليه شعبه طوال فترة حياتهم، يوصيهم ليس فقط أن يأكلوا فطيرًا، بل عليهم أيضًا أن يُخلوا بيوتهم من الخمير بكل صُوَّره، إذ نستمع إلى بعض وصايا الرب في هذا الصدد: «سبعة أيام تأكلون فطيرًا. اليوم الأول تعزلون الخمير من بيوتكم .. سبعة أيام لا يوجد خمير في بيوتكم .. لا تأكلوا شيئًا مختمرًا. في جميع مساكنكم تأكلون فطيرًا .. فطير يُؤكل السبعة الأيام، ولا يُرى عندك مختمرٌ، ولا يُرى عندك خمير في جميع تخومك» (خر12: 15، 19، 20، 13: 7).