إنه من واجب المؤمن المسيحي أن يربي في نفسه روح الثقة المقدسة في الله، وأن يطلب من الله باستمرار أن يزيل عنه روح الارتياب أو الخوف، وما أثقلها!! ولست بحاجة إلى القول إن هذا يتضمن ويتطلب معرفة الله والشركة معه. فإن كنا نحيا بعيدين عنه، فمن المستحيل أن تكون لنا هذه الثقة. ولكن إذا رغبنا أن يكون لنا الإيمان بالله الذي يتغلب على كل الصعوبات، فإنه يجب أيضًا أن تكون لنا معرفة بقلبه لنتعلم أفكاره وطُرقه، ويجب أن نتعود طلب وجهه حتى تتشكل أفكارنا وطرقنا بمحضره. إن الحالة الصحيحة للنفس، تعتمد على ذلك، وحضرة الله هو الجو الذي يتشكَّل به الإيمان وينمو. وعندما نكون قريبين منه، فإن هذه الثقة تُستعلن في القلب.