لماذا تحيا في جحيم

[walaa farouk]

كان صديقان يلعبان ويتخاصمان. وإذ غضب الواحد من الآخر دفعه الى الخلف فسقط وكسرت رجله. بسبب عدم وجود طبيب إلتحمت العظمة بشكل ملتوي، وهذا ما أثّر على حياته كلها. فهو لم يستطع الركض واللعب مع أصدقائه كما من قبل. وعندم تزوج لم يستطع الركض مع أولاده، وكان يخاف أن يحمل الولد ويفقد توازنه فيقع. أصبح قاضياً عمله العدل، وطالما فكر أن صديقه مذنب. وقبل أن يموت علمت زوجته أنه لم يغفر أبداً لصديقه الذي دفعه. فصلّت كثيراً من أجله وثم أخبرت كاهن الكنيسة أنها خائفة على خلاصه. وفي القداس التالي وعظ الكاهن قائلاً:

"الذي لا #يغفر لأخيه يعيش حياته في جحيم عدم المغفرة، الحزن والأسى، والكره و حرقة الإنتقام. كيف لا يتعلم شيئاً من هذا! ينسى ما يعطيه الله من خيرات وثروات، ويحمل بغضه في قلبه. أتساءل أنا، ألا يشعر هذا الإنسان أنه ليس على ما يرام؟ لمَاذا لا يأتي إلى الكنيسة لتشفيه؟ كيف يقف أمامي ويطلب أن يتناول جسد الرب وهو مخطئ بحقه؟ كيف يصلي إنسانٌ حاقد لا يغفر؟ ومن سيسمع صلاته؟ هل يطلب الإنتقام من الإله العادل؟ بأي عدلٍ يحاسب الله واحداً ولا يحاسبك أنت إن كنت لا تغفر؟ كيف يدخل إنسانٌ بقلب متحجر الى السماء؟ عندما تقف لتصلي، كيف يفهمك الرب وأنت تردد لغة لا يعرفها؟ لغة البغض والكراهية.

ألا نسمع ما يقوله الرب؟ ألم يقل 'وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ' (متى ٦: ١٥)؟ فكيف، إذاً، يغفر لك الآن؟ وأنت قد تعديت الوصية؟ لماذا تطلب منه العدل وأنت لم تحفظ وصاياه؟ الذي يحيا تحت القوانين ومن ثم يقتل أحداً، ألا يُعتبر متعدياً للقانون؟ فكيف إذاً تعتبر نفسك لست مذنباً أمام الرب وأنت متعد للوصية؟ هل قوانين الله أقل قيمة من قوانين البشر؟

إن كنتَ راضٍ عن حقدك وكرهك لأخاك، فأنت إخترت جحيماً لنفسك. الرب يعرض عليك أن يساعدك ويشفيك. ألرب يقول لنا 'تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ' (متى ١١: ٢٨)؟ أنت رفضت الشفاء واخترت الجحيم لنفسك. في النهاية مصيرك ما اخترته لنفسك."

وإذ أحس الرجل أن هذه حاله، ركض الى باب الهيكل الجانبي طالباً #الاعتراف قبل المناولة. وكان أسعد صباح في حياته منذ تلك الحادثة.

الحقد والمحبة لا يتآلفان، والمغفرة شفاء للنفس.